سيدتي ملكة الإلهام «ما أسكت هذا القلم عن مناجاتك إلا حرب الأيام. إنه منذ أيام كثيرة أسيرها الذي لا يرجى فكاكه، غير أني كنت أناجي روحك كلما بدت لعيني أشياء من محاسن هذا الوجود، كم وقفت أمام الأبيض المتوسط أرتجل العبرات، هذه أشعاري لا أهديها إليك، إني لأشفق أن أحييك بغير الابتسامات. وكم دخلت الروض أساجل قماريه، تلك أغان أرجعها لديك، إني لأخاف أن أغنيك بغير المسرات. والآن عندي قبلة هي أجمل زهرة في ربيع الأمل، أضعها تحت قدميك، إن تقبليها تزيدي كرما، وأن ترديها، فقصاراي الامتثال. وبعد، فإني في انتظار بشائر رضاك، وطاعة لك وإخلاص.»
تحت قدميك
ولي الدين يكن
وكان ولي الدين مخلصا في إعجابه، بريئا في حبه، فقد كان يتعشق فيها النبوغ والألمعية الأدبية، وهو ككل أديب يحب الجمال أينما كان، وكانت «مي» مثالا رائعا من الجمال النفسي والأدبي النادر.
ولعل الكثيرين لا يعلمون أن الأديب النابغ المرحوم مصطفى صادق الرافعي كان من عشاق روحها الأدبي الرفيع، أطلعتني يوما على بعض رسائله إليها، فإذا في إحداها بتاريخ 7 يوليه سنة 1923 ما يأتي:
يا نسمة في ضفاف النيل سارية
مسرى التحية من ناء إلى ناء
يا ليت رياك مست قلب هاجرتي
فتشعريه بمعنى رقة الماء
ليست تحب سوى ألا تحب فما
Bog aan la aqoon