وبنظرك الصادق خففت علي مجاشمها المتعبة. وسهلت تكاليفها المتصعبة، وفككت من رقِّ التَبِعاتِ عنقي. ومننت بحلِ إساري وعتقي، ورقيتني إلى رتبة القناعة وهي الرتبة العليا. وزهدتني في الحرص على زخرف الدنيا، وطيبت نفسي بغوارز أخلافها عن الغزار. وترضيتها بعد الدرّة بالغِزَارِ، ولما اقترحت عليك الأسباب المقصية. عن الدار التي اقترفت فيها المعصية، عطفت علي في ذلك عطف حفِيٍّ. وتداركتني بلطفٍ خفي، فاصطنعتني بالنقل إلى أحب بلادك إليك. وأعزها وأكرمها عليك، وحليتني بدُملَج الفخر وسواره. حين شرفتني بحج بيتك وجواره، وأسألك أن تصلي على خاتم أنبيائك. وسيد أحبائك وأصفيائك، محمد وآله عترة الهدى. وصحابته زمرة البر والتقى، وأرغب إليك أن تجعل عقيدتي وطويتي. وبديهتي ورويتي، وما خط بناني، وخطر بجناني. وكل ما ألّفته من أقوالي وكلمي، وأسلة مقولي على سنّي قلمي. خالصة لك ومن أجلك، مطلوبةً بها نفحات سَجْلِكَ وأن تفيض على هذه المقالات من البركة والقبول، ما يهبها مهب الجنوب والقبول. وأن تحفظ فيها ما أوجبت للجارِ، من حق الذمام. لأنها وجدت في حرمك المطهر، وولدت في حجر بيتك المستّر. وأن تنفع بها منشئِها وقابسها، ومقبسها، ودارسها. إنك مولى
1 / 3