المقالة الثامنة والثلاثون:
الحق والبرهان
لم أر فرسي رهان، مثل الحق والبرهان. لله درهما متخاصرين، ولا عدمتهما من متناصرين. اصطحبا غير أبانين. مَن شدّ يده بغرزهما، فقد اعتزّ بعزّهما. ومن زلّ عنهما فهو من الذلة أذل، ومن القلة أقل.
المقالة التاسعة والثلاثون:
الساهي واللاهي
أيها الشيخ الشيب ناهيك به ناهيًا، فما لي أراك ساهيًا لاهيًا. أبق على نفسك واربع، فهذه أخرى المراحل الاربع. ومن بلغ رابعة المراحل، فقد بلغ من الحياة الساحل. وما بعدها إلا المورد الذي ليس لأحد عنه مصدر، ولا زيد من عمرو بوروده أجدر. هو لعمر الله مشرع، جميع الناس فيه شرع. وأحقّهم بالاستعداد له من شارَفه، وأولاهم بالإشفاق له من قارفه.
المقالة الأربعون:
القاضي المرتشي
القاضي تعمل فيه الرشوة، ما لم تعمل في الشارب النشوة. إن أتته فسكران ميلًا وطربًا، وإن فاتته فثكلان ويلًا وحربًا. كأن لم يسمع أن الرشوة من السحت، ووان السحت مأخوذ من السحت. وأن آكله ممن يسحته الله بمثلاته، ومن جملة من ينحت الله أثلاته، أية نار يؤرث، حين يقسم ويورث. يقدم نصيبه ونصيب من نصبه، على حقوق ذوي الفرض والعصبة. يسمى القاضي، وهو السمّ القاضي.
1 / 17