Attributes of God and Their Impact on the Believer's Faith

Muhammad Hassan Abdul Ghafar d. Unknown
100

Attributes of God and Their Impact on the Believer's Faith

صفات الله وآثارها فى إيمان العبد

Noocyada

تجلي حكمة الله ﷿ في خلق إبليس وإنظاره إلى يوم القيامة إإن المرء إذا نظر إلى حكمة الله جل في علاه لم يتعجب كيف ترك الله إبليس يؤذي المؤمنين، ويحرش بينهم، ويعيث في الأرض فسادًا، فيقول: إن الله ما تركه يفعل ذلك إلا لحكمة، وإن الله لم يخلق شرًا محضًا، فإبليس رد أمر الله، واستكبر في الأرض، ثم أقسم ليغوين عباده أجمعين، كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:٣٤]، ثم رد حكمة الله، ورد الأمر فقال: ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف:١٢]، وقال: ﴿أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء:٦١ - ٦٢]، وقال: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص:٨٢]، وقال: ﴿أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ﴾ [الأعراف:١٤ - ١٥] ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ [الحجر:٣٨]، فأنظره الله جل في علاه واستجاب دعاءه، ولله في ذلك حكم وأسرار، من هذه الحكم: أولًا: أن الله جل في علاه ترك إبليس حتى يأخذ حقه في الدنيا بأسرها، ثم مآله إلى النار مع أعوانه؛ لأن الله حكم عدل. ثانيًا -وهو أمر مهم جدًا-: أن الله جل وعلا من حكمته ألا يسوي بين المختلفين، فالقاعدة التي استنبطها العلماء من كتاب الله ومن فعل النبي تقول: إن الشرع يسوي بين المتماثلين، ويفرق بين المختلفين، ومن أظلم الظلم أن تسوي بين المختلفين وتفرق بين المتساويين، أرأيت الله جل وعلا كيف يقول: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ [ص:٢٨]، فالمؤمنون ليسوا كالفجار؛ فإن الله يميز بين الخبيث والطيب، والله جل في علاه جعل إبليس يحرش ويغوي ويوسوس حتى يميز بين الصف المؤمن والصف المنافق، ويميز بين المؤمنين والكافرين، والله جل في علاه تمت حكمته بترك إبليس حتى يعلو من يستحق العلو، وينخفض من يستحق السفول، فإن إبليس إذا وسوس للمؤمن الصادق المصدق بربه جل في علاه فإنه يرد كيده، ويرد هواه وشهوته لله جل في علاه، ويترك الدنيا بأسرها، كما قالها علي بن أبي طالب ﵁: طلقتك ثلاثًا. ولما صارع عمر بن الخطاب ﵁ وأرضاه الشيطان قال رسول الله ﷺ: (يا عمر! لو سلكت فجًا لسلك الشيطان فجًا غير الفج الذي تسلكه)، لأنه ترك هواه وشهوته خلفه ظهريًا، وكان بالمرصاد لوسوسة الشيطان. فالله جل في علاه فعل ذلك ليميز بين الخبيث والطيب وبين المؤمن التقي والفاجر الفاسد، وبين المؤمن الصادق وبين الكافر المنافق، فهذا تمييز من الله جل في علاه، فهذه حكمة من الحكم لإبقاء الله لإبليس في الحياة الدنيا، بل وأبقاه أيضًا ليزيد الكافرين عذابًا؛ لأنه لما أغوى الكافرين كانوا أعوانه، فكانوا في المآل سواءً حكمة من الله ﷾ وعدلًا.

10 / 8