Attaining the Goal by Refining the Beginning of Guidance
بلوغ الغاية من تهذيب بداية الهداية
Daabacaha
دار البشير للثقافة والعلوم
Noocyada
عظيمة إن وفقت لها، وهو: أن تشاهد من خبائث أحواله وأفعاله ما تستقبحه فتجتنبه، فالسعيد من وُعظ بغيره، و«المؤمن مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه» (١) كما قال النبي ﷺ.
ويُروى أن نبي الله عيسى -على نبينا وعليه الصلاة والسلام - قيل له: مَن أدبك؟ فقال: «ما أدبني أحد ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته»، ولقد صدق على نبينا وعليه الصلاة والسلام. فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم؛ لكملت آدابهم واستغنوا عن المؤدبين.
واعلم أنك إن طلبت منزهًا من كل عيب لم تجد، ومَن غلبت محاسنه على مساويه فهو الغاية،
ويعجبني ما ورد في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني (٣/ ٢٣٧) عن الشاعر بَشَّار بن برد، قال:
إذا كنت في الأمور معاتبًا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُهْ
فعش واحدًا أو صِلْ أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبُهْ
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُهْ؟
الوظيفة الثانية: مراعاة حقوق الصحبة
فمهما انعقدت الشركة وانتظمت بينك وبين شريكك الصحبة، فعليك حقوق يوجبها عقد الصحبة، وفي القيام بها آداب. وقد قال سلمان الفارسي ﵁: «مثل الأخوين مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى» (٢).
(١) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٣٩)، وأبو داود (٤٩١٨) وحسن إسناده الزين العراقي ﵀ كما في "فيض القدير" (٦/ ٣٣٣)، وحسنه أيضًا تلميذه الحافظ ابن حجر ﵀ في "بلوغ المرام" (١٤٣٢). (٢) أورده الإمام الغزالي ﵀ في الأصل وكذا في "الإحياء" جازمًا بنسبته إلى النبي ﷺ! وقال الحافظ العراقي ﵀: "رواه السلمي في "آداب الصحبة"، وأبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس. وفيه أحمد بن محمد بن غالب الباهلي كذاب. وهو من قول سلمان الفارسي في الأول من "الحزبيات" ا. هـ قلت: (وائل): وقد روى ابن المبارك في "الزهد" (٨٧٤) بسند صحيح عن سليمان وهو ابن مهران الأعمش ﵀ قال: «مثل الذي يشكو إلى أخيه كمثل الذي يغسل إحدى يديه بالأخرى».
1 / 119