350

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

Tifaftire

عمار طالبي

Daabacaha

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٦٨ ميلادية

Noocyada

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (١).
وقد حقق الله لهم هذا الوعد ففتح لهم الفتوح وأورثهم ملك كسرى وقيصر ومد لهم ملكهم في الشرق والغرب، وأولئك الذين كانوا في قلة وخوف يوم نزلت الآية المكية هم الذين شاهدوا ذلك النصر وتلك الفتوح وترأسوا ذلك الملك العريض.
تعميم وتقييد:
علق الوعد بالوصف، وهو الصلاح، ليعلم أنه وعد عام، ولتعلم كل أمة صالحة أنها نائلة حظها- ولا محالة- من هذا الوعد. واقتضى هذا التعليق بالوصف أيضًا تقييده بأهله، فإذا زال وصف الصلاح من أمة زال من يدها ما ورثت. ونظير هذا التقييد قوله في آية النور: ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
تنظير:
مثل هذه الآية فيما تضمنته من الوعد الذي يقوي به قلوبهم ويثبت إيمانهم ويظهر به صدق نبيه- ﷺ بما أعلمه به من غيب- أحاديث صحيحة (٢). كقول النبي- صلى الله

(١) ٥٥/ ٢٤ النور.
(٢) البخاري في باب ما لقي النبي ﷺ من المشركين.

1 / 353