298

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

Tifaftire

عمار طالبي

Daabacaha

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٦٨ ميلادية

Noocyada

التَّكْرِيمُ الرَّبَّانِيُّ لِلنَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّ
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (١).
ــ
اللغة:
(كرمنا): الكرم ضد اللؤم، يوصف به الشيء لشرفه في ذاته بكمال صفاته أو لحسن أفعاله وما يصدر عنه من النفع لغيره، فيقال فرس كريم وشجرة كريمة وأرض كريمة إذا حسنت هذه الأشياء في ذواتها وكملت فيها صفات أنواعها، ويقال نفس كريمة إذا كملت بمحاسن الأخلاق التي بها كمال النفوس. وقالت بلقيس في كتاب سليمان ﵇: ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ﴾ (٢). لأنه كان على أكمل ما تكون عليه الكتب من بيان اسم مرسله وذكر اسم الله تعالى في أوله وختم على ما فيه. هذا كله من كرم الذات بما كمل فيها من صفات. ووصف جبريل بأنه رسول كريم لشرف ذاته الملكية وحسن أفعاله بما كان على يده من نفع للخلق بتبليغ الوحي والهدى. وهذا من كرم الذات والأفعال، وهو الكرم الكامل الذي يكون بشرف الذات ونفع الأفعال. ويقال كرُم الشيء - بضم الراء- لازمًا، ويتعدى بالهمز والتضعيف، فيقال أكرمته

(١) ٧/ ١٧ الإسراء.
(٢) ٢٩/ ٢٧ النمل.

1 / 301