146

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

Baare

عمار طالبي

Daabacaha

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٦٨ ميلادية

Noocyada

واستدرارًا للدمع، وإحضارًا للخشية، وأبعث على التوبة من تلاوة القرآن وسماع القرآن. نعود إلى تتميم الكلام على التحذير: ليحذر القاريء من السرعة في التلاوة التي تؤدي إلى تخليط كلماته وتذهب بحلاوته وتمنع من بقاء أثره في النفس. وليحذر من ذهاب قلبه مسترسلًا مع خواطره، منصرفًا عن تدبره والتذكر به. وإذا عرضت له الخواطر فليصرفها ليدفعها وليحمل فكره على تدبر آيات الكتاب ولا ينقطع عن التلاوة، وإذا كانت الخواطر لا تفارقه، فإن تصميمه على دفعها مع تكاثرها من جهاده لنفسه الذي يثاب عليه وينتهي به في الأخير إلى الإنتصار عليها. وليحذر من الإستمرار على ما عنده من مخالفة لأوامر ونواهي الكتاب، ومن عدم الخوف والوجل عند المرور بآيات الوعيد والتقريع على ذلك الذنب، إذا لم يوفق للتوبة في بعضها فليستحضر الخشية والخشوع عند الآيات المتعلقة بذلك الذنب، وليكررها وليتفهمها وليقف عندها وقفة العاجز الذليل الفقير المتضرع لربه، المتعرض لرحمته، بتلاوة كلامه، فإن هذا من أعظم الوسائل لتيسير التوبة. فرتل القرآن، وتدبر معانيه، والتزم حدوده، واضرع إلى الله - تعالى- أن يرزقك التوبة فيما عندك له من مخالفة، تكن من الفائزين بإذن رب العالمين (١).

(١) ش: ج ٤، م ٥، ص ١ - ٦. غرة ذي الحجة ١٣٤٧هـ ماي ١٩٢٩م.

1 / 149