Athar Misriyya Fi Adab Carabi
الآثار المصرية في الأدب العربي
Noocyada
مشت بمنارهم في الأرض روما
ومن أنوارهم قبست أثينا
ويمضي شوقي مليئا بالفخر يتحدث عن هؤلاء الملوك الذين اتخذوا قبورهم في وادي الملوك، محجبين كما كانوا في حياتهم محجبين بالجلال. إنهم اليوم مقيدون في حياتهم تساق لهم الملوك أسرى في القيود والأغلال. وتنطلق صيحة إعجاب من شوقي بهم، فيرى أن أعمالهم المجيدة خارقة للسعادة كأنها السحر، ويرى من مظاهر هذا السحر أنهم ينطقون الحجر الأصم بما يقومون به من إتقان تنطق بما يراد منها. لقد أغرموا بالخلود، فعمدوا إلى بناء الآثار الخالدة التي تقوم على دعائم من الخلق المتين، وإتقان ما يصنعون، وأن الخلد لا ينال في سهولة ويسر؛ لأنه يحتاج إلى الهمم الكبيرة، والعبقرية الخارقة التي يمجدها التاريخ، وتدع الدنيا لسان ثناء، وأذنا تصغي إلى مجد الخالدين:
ملوك الدهر بالوادي أقاموا
على وادي الملوك محجبينا
فرب مصفد منهم، وكانت
تساق له الملوك مصفدينا
8
تقيد في التراب بغير قيد
وحل على جوانبه رهينا
Bog aan la aqoon