Athar Misriyya Fi Adab Carabi
الآثار المصرية في الأدب العربي
Noocyada
ملكة في السجون فوق حضوضى
32
أين «هوروس» بين سيف ونطع؟
أبهذا في شرعهم كان يقضى؟
33
وهكذا خلد الشعر تلك الهياكل الضخمة في بنائها، المليئة بأسرارها، والتي كانت مقر عبادة آلهة المصريين القديمة، وموطن خشوعهم وتقديسهم. وقد راع الشعراء فيها تلك الضخامة، ودقة الصنع، وإحكام البناء.
وصور الشعر ما أحس به الشعراء من الإجلال والتقديس لدى هذه الهياكل المقدسة، وما أثارت في نفوسهم من ذكريات تاريخية مجيدة.
المقابر
وكانت عناية المصريين القدماء بمقابرهم من ناحية حفرها في أعماق الصخور مثار التفكير العميق.
وقد وقف شوقي متأملا في هذه الظاهرة، معجبا بعنايتهم البالغة بتلك القبور؛ فقد أقاموها بحيث لا يستطيع البلى أن يمسها، وكأنهم عندما رقدوا في تلك المقابر قد تحجبوا بالهيبة تحت الثرى، كما كانوا وهم أحياء يحجبون بهيبة لا تزال أستارها. لقد عرفوا حقيقة الحياة، وأدركوا أنها سر مغلق، فأحاطوا أنفسهم بالأسرار المغلقة، وآمنوا بأن السعادة لا يمكن أن تتحقق إلا بإدراك الخلود، فعملوا على أن ينالوه؛ فكانت بيوتهم التي يعيشون فيها أكواخا تفنى كهذه الحياة الفانية، في حين أن الحياة الآخرة هي الباقية الخالدة، فبنوا لهذه الحياة قبورا كالقصور الشم يبنونها من الصخور الصلدة، فيبدو ظاهرها جميلا رائعا كجمال هذه الحياة الدنيا، ويختبئ في باطنها حياة أخرى خالدة، يعيش فيها الملوك مخلدين لا يعرف البلى سبيلا إلى أجسامهم. فوراء هذه الأسوار التي نراها أسرار مختبئة، فإذا دخلت هذه القبور رأيت كأنها فنادق تمتلئ بالزاد، رحبة لا تضيق بسكانها، يقول شوقي:
Bog aan la aqoon