أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

Ibrahim ibn Hasan al-Hadritti d. Unknown
75

أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

Noocyada

تقلبها بسبب كثرة أمراضها، وهذا يجعل المؤمن مهتمًّا بالإكثار من هذا الدعاء؛ لخوفه على قلبه من التقلب، فعَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟! قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ» (^١). ٤ - ومما يدل على أهمية عمل القلب أن أحد شرطي (^٢) قبول العمل إخلاص العبد لله رب العالمين: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ﵁ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا شَيْءَ لَهُ»، فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا شَيْءَ لَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ» (^٣).

(^١) أخرجه أحمد في المسند (١٩/ ١٦٠) ح (١٢١٠٧)، والترمذي في أبواب القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن (٤/ ٤٤٨) ح (٢١٤٠) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله ﷺ (٢/ ١٢٦٠) ح (٣٨٣٤)، والحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله ﵄ في كتاب التفسير، ومن سورة آل عمران (٢/ ٣١٧) ح (٣١٤٠)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (١/ ٣٧) ح (١٠٢) للخطيب التبريزي، ت: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي بيروت، ط ٣، ١٩٨٥ م، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (١٩/ ١٦٠) ح (١٢١٠٧): "إسناده قوي على شرط مسلم". (^٢) لا يقبل العمل إلا بشرطين: الإخلاص، ومتابعة النبي ﷺ. (^٣) أخرجه النسائي في كتاب الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر (٦/ ٢٥) ح (٣١٤٠)، وجوَّد إسناده ابن حجر في الفتح (٦/ ٢٨) دار المعرفة بيروت، ١٣٧٩ هـ، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ١١٨) ح (٥٢) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، وقال في صحيح سنن النسائي، مكتبة المعارف الرياض، ط ١، ١٤١٩ هـ، (٢/ ٣٨٣ - ٣٨٤) ح (٣١٤٠): "حسن صحيح".

1 / 75