يُخالفه في شكل انتقال الروح؛ إذ الروح - عند الدروز - في انتقالها تلزم شكلًا واحدًا فقط؛ هو الانتقال من جسدٍ بشريّ إلى جسدٍ بشريّ آخر؛ سواء أكان الجسد لمخالفٍ لهم، أو موافق١.
من أجل ذلك كرهوا لفظ (التناسخ)، واستبدلوه بلفظ (التقمُّص)، ورأوا أنّ القول بوقوع التناسخ بين عامَّة المخلوقات لا يجوز، بل هو قاصرٌ على بني البشر فقط٢.
وهذا الذي ذكرته من معتقدات الإسماعيليَّة، والنصيريَّة، والدروز - على سبيل المثال لا الحصر ـ، هو عين معتقد أصحاب الديانات الهنديَّة، وهو يؤكِّد وقوع التأثُّر من اللاحقين بالسابقين، ويؤكِّد قول الشهرستاني (٥٤٨؟) عن الفرق الغالية: “إنَّما نشأت شبهاتهم من مذاهب الحلوليَّة، ومذاهب التناسخيَّة، ومذاهب اليهود والنَّصارى”٣.