At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
Noocyada
- قَوْلُهَا (لأُبْرِزَ): أَيْ: لَأُخْرِجَ مِنْ بيْتِهِ وَدُفِنَ مَعَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ فِي البَقِيْعِ. (١)
- قَوْلُهَا (غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا) فِيْهَا رِوَايَتَانِ (كَمَا فِي البُخَارِيِّ): خُشِيَ - بِالضَّمِّ - أَيْ: مِنْ جِهَةِ الصَّحَابَةِ، - وَبِالفَتْحِ - أَيْ: مِنْ جِهَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَبِهَذَا الأَخِيْرِ يُعْلَمُ أَنَّ الدَّفْنَ فِي البَيْتِ تَمَّ بِتَوْقِيْفٍ مِنْهُ ﷺ. (٢)
- إِنَّ سَبَبَ دَفْنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَيْتِهِ أَمْرَان:
١) حَدِيْثُ البَابِ، وَفِيْهِ (ولَوْلَا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ).
٢) حَدِيْثُ (مَا قَبَضَ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي المَوْضِعِ الَّذِيْ يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيْهِ). (٣)
(١) قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٢٠٠/ ٣): (أَيْ: لَكُشِفَ قَبْرُ النَّبِيِّ ﷺ وَلَمْ يُتَّخَذ عَلَيْهِ الحَائِلُ، وَالمُرَادُ الدَّفْنُ خَارِجَ بَيْتِهِ).
(٢) قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٥٣٢/ ١): (وَكَأَنَّهُ ﷺ عَلِمَ أَنَّهُ مُرْتَحِلٌ مِنْ ذَلِكَ المَرَضِ؛ فَخَافَ أَنْ يُعَظَّم قَبْرُهُ كَمَا فَعَلَ مَنْ مَضَى؛ فَلَعَنَ اليَهُوْدَ وَالنَّصَارَى - إِشَارَةً إِلَى ذَمِّ مَنْ يَفْعَلُ فِعْلهمْ -).
(٣) صَحِيْحٌ. التِّرْمِذِيُّ (١٠١٨) عَنْ أَبِي بَكْرٍ مَرْفُوْعًا، صَحِيْحُ التِّرْمِذِيِّ (١٠١٨).
وَهَذَا الدَّفْنُ فِي البَيْتِ مِنْ خُصُوْصِيَّاتِ النَّبِيِّ ﷺ، وَإلَّا فَالأَصْلُ الدَّفْنُ فِي المَقَابِرِ وَعَدَمُ الدَّفْنِ فِي البُيُوْتِ، كَمَا فِي مُسْلِمٍ (٧٨٠) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا (لَا تَجْعَلُوا بُيُوْتَكُم مَقَابِرَ).
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (٥٣٠/ ١): (فَإِنَّ ظَاهِرَهُ يَقْتَضِي النَّهْيَ عَنِ الدَّفْنِ فِي البُيُوْتِ مُطْلَقًا).
1 / 151