أصول بلا أصول
أصول بلا أصول
Daabacaha
دار ابن الجوزي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Goobta Daabacaadda
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Noocyada
رُؤيَة رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في المَنَامِ
قد يظُنُّ بعض الناس أن هناك نوعًا من الرؤيا لا يحتاج إلى تبين، فهي عندهم صادقة أبدًا، وهي رؤية رسول اللَّه ﷺ في المنام، ولا شَكَّ أن رؤيا الرسول ﷺ حقٌّ وصدقٌ؛ وذلك لما ثبت من قوله ﷺ: "مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الحَقَّ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَزَايَا بي" (١)، وقوله ﷺ: "من رآني فإني أنا هو، فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي" (٢) وقوله ﷺ: "مَنْ رَآنِي في المنَامِ فَسَيَرَانِي في اليَقَظَةِ -وفي روايةٍ عند مسلم: "أو: لكأنما رآني في اليقظة"-، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي" (٣)، وقوله ﷺ: "مَنْ رَآنِي في المَنَامِ فَقَدْ رَآني، إنَّهُ لَا يَنْبَغِي للشَّيْطَانِ أنْ يَتَمَثَّلَ في صُورتي" (٤).
ولكن ينبغي أن نَعْلَمَ أن رُؤيَا الرسول ﷺ تكون حقًّا إذا كانت الصورة المرئية له هي صورته الحقيقية التي كان عليها، والتي جاء وصفها في الأحاديث الصحيحة، فإنها هي الصورة التي لا يتمثل بها الشيطان، أما إذا رُؤِيَ بصورة غير صورته، وزعمت الصورة المرئية أنها الرسول، فالأمر ليس كذلك، فالممنوع أن يَتَمَثَّلَ الشيطان في الصورة الحقيقية للرسول ﷺ، أما أن يزعم الشيطان أنه الرسول، وقد تَمَثَّلَ في صورة غير صورة
(١) رواه من حديث أبي قتادة ﵁: البخاري (٦٩٩٦) (١٢/ ٣٨٣)، ومسلم (٢٢٦٧)، ومعنى: "لا يَتَزَايَا بي": لا يظهر في زيي، وفي رواية أبي سعيدٍ الخدري ﵁: "فإن الشيطان لا يتكونني" أي: لا يتكون في صورتي، كما قال الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٣٨٣). (٢) رواه من حديث أبي هريرة ﵁: الترمذي (٢٢٨٠)، وهو في "صحيح سنن الترمذي" برقم (١٨٥٩). (٣) رواه من حديث أبي هريرة ﵁: البخاري (٦٩٩٣) (١٢/ ٣٨٣)، ومسلم (٢٢٦٦) (١١). (٤) رواه من حديث جابر ﵁: الإمام أحمد (٣/ ٣٥٠)، ومسلم (٢٢٦٨) (١٢)، وابن ماجه (٣٩٠٢).
1 / 44