أسواق العرب في الجاهلية والإسلام

Saciid Afqaani d. 1417 AH
123

أسواق العرب في الجاهلية والإسلام

أسواق العرب في الجاهلية والإسلام

Daabacaha

-

Lambarka Daabacaadda

-

Noocyada

قريش إلا فيها، يشق عليها درعها ثم تدرع وينطلق بها إلى أهلها، ولا تخرج عير من قريش إلا منها، ولا يقدمون إلا نزلوا فيها". وهذا عبد الله بن جدعان أتى العرب بطعام لا عهد لهم به: وفد على كسرى فأطعمه الفالوذج، فسأل عن صنعه وحمل معه غلاما يحسن له عمله، فصار يطعم أهل مكة منه. وهو من سراة مكة وأجوادهم وأحد أغنيائهم الكبار و"وضع الموائد بالأبطح إلى باب المسجد، ثم نادى مناديه: ألا من أراد الفالوذج فليحضر، فحضر الناس"١. وقال فيه أمية بن أبي الصلت يصف طعامه هذا: له داع بمكة مشمعلّ ... وآخر فوق دارته ينادي إلى رُدُح من الشيزى ملاء ... لباب البر بلبك بالشهاد٢

١، ٢ الأغاني ٨/ ٣٣٠ اشمعلّ القوم في الطلب، إذا بادروا فيه وتفرقوا، وردح: جمع رداح وهي الجفنة العظيمة، والشيزى: خشب أسود تتخذ منه القصاع. جاء في الأمالي ٣/ ٣٨: قال أمية بن أبي الصلت: أتيت نجران فدخلت على عبد المدان بن الديان، فإذا به على سريره، وكأن وجهه قمر، وبنوه حوله كأنهم الكواكب، فدعا بالطعام فأتي بالفالوذج فأكلت طعاما عجيبا، ثم انصرفت وأنا أقول: ولقد رأيت القائلين وفعلهم ... فرأيت أكرمهم بني الديان ورأيت من عبد المدان خلائقا ... فضل الأنام بهن عبد مدان البر يلبك بالشهاد طعامه ... لا ما يعللنا بنو جدعان فبلغ ذلك عبد الله بن جدعان، فوجه إلى اليمن من جاءه بمن يعمل الفالوذج بالعسل، فكان أول من أدخله مكة، ففي ذلك يقول أمية بن أبي الصلت: "له داع ... البيتان" ولعل الفالوذج الذي كان صنعه الغلام الفارسي بمكة لعبد الله بن جدعان لم يكن لذيذا في فم الشاعر أمية، كما كان فالوذج نجران.

1 / 130