أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
Daabacaha
-
Lambarka Daabacaadda
-
Noocyada
كثيرة، فأبو سفيان كان "تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى أرض العجم"١، ولعل أول عير طرقت بلاد فارس العير التي كان هو صاحبها، والتي دخل بها غيلان مخاطرا كما تقدم. ثم كانت له عودات إلى فارس، ودخل وافدا مرة على كسرى وأهدى إليه "خيلا وأدما، فقبل الخيل ورد الأدم" قال أبو سفيان: "أدخلت على كسرى فكأن وجهه وجهان من عظمه. فألقى إلي مخدة كانت عنده فقلت: وا جوعاه! هذه حظي من كسرى بن هرمز! " فخرجت من عنده، فما أمر على أحد من حشمه إلا أعظمها حتى دفعتها إلى خازن له، فأخذها وأعطاني ثمانمائة إناء من فضة وذهب"٢.
وكان يخرج إلى اليمن أيضا، ويتصل بطبقات أهلها وأحبار يهودها كما يتصل غيره، فيعلمون من الأخبار والسياسة ما لا يعلمه غيرهم، واقرأ في الأغاني كيف يشرح لك الحرب بين هرقل وفارس وكيف انتصر هرقل، وكيف خرج من حمص ليصلي ببيت المقدس شكرا لله. وهو حديث طويل مستوفى في كتب السيرة هو والحوار الذي دار بين هرقل وأبي سفيان في شأن بعثة النبي ﷺ. ولا بأس في أن أنقل هنا أول هذا الحديث؛ لعلاقته بموضوعنا، قال أبو سفيان:
"كنا قوما تجارا وكانت الحرب بيننا وبين رسول الله ﷺ قد حصرتنا حتى نهكت أموالنا. فلما كانت الهدنة "هدنة الحديبية"
١ الأغاني ٦/ ٣٤٣ دار الكتب. ٢ العقد الفريد ١/ ١٧٤.
1 / 128