217

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Daabacaha

أضواء السلف،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

٢- وقوله تعالى: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ١، قالوا: لم يخلقها الله ليستدل الناس بتركيبها على وجود الصانع، إذ إن هذا القدر حاصل في تركيب البقة والبعوضة، وفي حصول الحياة في بنية الحيوانات على وجود الصانع دلالة أقوى من دلالة تركيب الأجرام الفلكية على وجود الصانع، لأن الحياة لا يقدر عليها أحد إلا الله، أما تركيب الأجسام وتأليفها فقد يقدر على جنسه غير الله، فلما كان هذا النوع من الحكمة حاصلًا في غير الأفلاك، ثم إنه تعالى خصها بهذا التشريف وهو قوله: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا﴾، علما أن له تعالى في تخليقها أسرارًا عالية، وحكمًا بالغة، تتقاصر عقول البشر عن إدراكها٢.
وقالوا: ويقرب من هذه الآية قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ ٣، ولا يمكن أن يكون المراد أنه تعالى خلقها على وجه يمكن الاستدلال بها على وجود الصانع الحكيم، لأن كونها دالة على الافتقار إلى الصانع أمر ثابت لها لذاتها لأن كل متحيز محدث، وكل محدث فإنه مفتقر إلى الفاعل فثبت أن دلالة المتحيزات على وجود الفاعل أم ثابت لها لذواتها، وأعيانها٤، وما كان كذلك لم يكن سبب الفعل والجعل، فلم يكن حمل قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا

١ سورة آل عمران، الآية: ١٩١.
٢ انظر: "التفسير الكبير": (٩/١٤٥)، ونقله عنه الرازي أيضًا ابن القيم في "مفتاح دار السعادة": (٢/١٨٦) .
٣ سورة ص، الآية: ٢٧.
٤ هذا باطل وهو أصل قول المعطلة الذي نفوا به الصفات عن الله.

1 / 236