186

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Daabacaha

أضواء السلف،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الأوائل إجماع على صحة رصدهم الذي عملوه، وما كان من هؤلاء إجماع على فساد رصد الأوائل، وبالتالي إجماع منهم على أنفسهم بأنهم كانوا مخطئين في العمل بالرصد السابق، ثم حكمت طائفة بعد الرصد الممتحن بستين عامًا تقريبًا، وزعيمهم أبو معشر محمد بن جعفر بفساد هذا الرصد الممتحن،
وردوا عليهم، وبينوا خطأهم في ذلك١، ثم جاءت جماعة أخرى منهم كوشيار بن باشهري الجيلي٢، حكموا على من سبقهم من المنجمين بالجهل، ومن حكمه عليهم قوله في مقدمة كتاب المجمل: (ومن المنفردين بالعلم الثاني –يعني علم أحكام النجوم- من يأتي على جزئياته بحجج على سبيل النظر والجدل فظن أنها برهان، لجهله بطريق البرهان)، ثم جاءت جماعة بعد هؤلاء منهم أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي، الذي ذكر أنه قد عثر على أغلاط كثيرة استدركها على المتقدمين، وصنف فيها كتابًا قال في مقدمته: (ولما رأيت هؤلاء القوم مع ذكرهم في الآفاق، وتقدمهم في الصناعة، وإقتداء الناس بهم، واشتغالهم بمؤلفاتهم قد تبع كل واحد منهم من تقدمه، من غير تأمل لخطئه وصوابه بالعيان والنظر، وأوهموا الناس بالرصد حتى ظن كل من نظر في مؤلفاتهم أن ذلك حاصل من معرفتهم بالكواكب ومواضعها..)، ثم ذكر أن من سبقه ليس معهم بصيرة، بل شهد عليهم بأنهم مموهون مدلسون كذابون مفترون.

١ ذكر أبو معشر شيئًا من ذلك من كتاب "أسرار النجوم": (ق٤/ب)، (ق٩/أ) .
٢ أبو الحسن كوشيار الجيلي، منجم له قدر عند المنجمين، توفي سنة خمسين وثلاثمائة.
انظر: "تاريخ حكماء الإسلام": (ص٩١)، و"هدية العارفين": (١/٨٣٨) .

1 / 204