Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
Daabacaha
مؤسسة الرسالة
Daabacaad
الطبعة الثالثة
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م
Noocyada
فإن من جودك الدنيا وضرّتها ... ومن علومك علم اللّوح والقلم
أليس هذا من أكبر الشرك؟
يقول: ما ينقذ يوم القيامة إلاَّ الرسول ﷺ، ولا يخرج من النار إلاَّ الرسول، أين الله ﷾؟.
ثم قال: إن الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول ﷺ، وعلم اللّوح المحفوظ والقلم الذي كتب في اللوح المحفوظ بأمر الله هو بعض علم الرسول، إذ الرسول يعلم الغيب.
وهذه القصيدة- مع الأسف- تُطبع بشكل جميل وحرف عريض، وتوزّع، وتُقرأ، ويُعتنى بها أكثر مما يُعتنى بكتاب الله ﷿، فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.
الحاصل؛ أن الرسول ﷺ إذا كان أنكر على خواص أصحابه هذه الكلمة، وقال: "إنه لا يستغاث بي" وهذا في الدنيا، مع أنه قادر على أن يغيثهم من المنافق، فكيف يُستغاث به بعد وفاته ﷺ، كيف يُستغاث بمن هو دونه من الأولياء والصالحين؟، هذا أمر باطل، والاستغاثة لا تجوز إلاَّ بالله، فيكون في هذا شاهد للترجمة: "بابٌ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعوَ غيره" والمناسبة ظاهرة ولله الحمد والمنة، وكل هذا من أجل حماية التّوحيد، وصفاء العقيدة، والمنع من كل ما يُفضي إلى الشرك ولو على المدى البعيد.
الشرك لا يُتساهل فيه أبدًا، والطُّرُق التي توصِّل إلى الشرك لا يُتساهل فيها أبدًا، وأنتم تعلمون ماذا حصل في قوم نوح، وأن الشرك حصل فيهم بسيف تعليق الصور، والغلو في الصالحين، وكانوا في وقتهم لم يشركوا، ولكن صار هذا وسيلة إلى الشرك فيما بعد؛ لما مات أولئك، ونُسي العلم أو نُسخ العلم عُبدت هذه الصور، فالوسائل إذا تُسوهل فيها أدّت إلى الشرك. فالواجب علينا منع الشرك، ومنع وسائله، وأسبابه، وأن لا نسمح بالألفاظ الشركية، ولا بأي شيء يُفضي إلى الشرك، وعلينا أن نحذر من ذلك صيانةً للعقيدة، وحماية للتّوحيد، وإشفاقًا على المسلمين من الضلال والكفر والإلحاد، فإنه ما حصل هذا الشرك في الأمة، وما
1 / 202