144

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Noocyada

وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعًا: "من تعلّق شيئًا؛ وُكِل إليه". ــ فهو لما قطع هذا الخيط، وأنكر على زوجته هذا الفعل؛ ذكر الدليل من سنة رسول الله ﷺ: " إن الرُّقى والتّمائم والتِّوَلَة شرك" وسيأتي تفسير هذه الثلاثة. قال: "وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعًا" عبد الله بن عُكيم أدرك النبي ﷺ، لكنه لم يثبت له سماع من النبي ﷺ؛ فيكون تحديثه عن الرسول من باب المرسل، لأنه لم يسمع من النبي ﷺ، ولهذا قال الشيخ: "مرفوعًا". "من تعلّق شيئًا وُكِل إليه" "من تعلّق شيئًا" سواءً قلادة، أو تَمِيمَة، أو حِرْزًا من الحُرُوز، أو خيطًا، أو حلقة، يعني: علّق قلبه بشيء أيّ شيء، يظن أنه ينفع ويضر، "وُكِل إليه" وَكَلَه الله إلى ما تعلق به. وهذه عقوبة من الله ﷾، وإهانة له من الله ﷾، لأن الله إذا تخلّى عنه وَوَكَلَه إلى غيره هلك. أما من توكّل على الله ﷿ وحده فإن الله ﷾ يتولى أمره. أما من اعتقد بغيره فإنه يَكِلُه إليه ويتخلّى عنه، يَكِلُه إلى حلْقة من صُفْر، أو خيط، أو إلى تَمِيمَة، أو إلى وليّ من الأولياء، أو قبر من القبور، أو ضريح من الأضرحة، يَكِلُه إلى من اعتقد فيه. فهذا فيه خطر عظيم، وفيه حث على أن يعلِّق الإنسان قلبه بالله ﷿، وأن يعتقد أنه لا ينفع إلاَّ الله، ولا يضر إلاَّ الله، ولا يشفي إلاَّ الله، ولا يرزق إلاَّ الله، ولا يُعطي ولا يمنع إلاَّ الله، يتوكّل على الله، مع أخذه بالأسباب المباحة التي جعلها الله أسبابًا كالدواء المباح، وغير ذلك من الأسباب المباحة، لكن القلب يتعلق بالله. فقوله: "من تعلّق شيئًا وُكِل إليه" قاعدة عامة، تعمّ كل شيء يعلّق الإنسان قلبه به من دون الله ﷿؟ من بشر، أو حجر، أو شجر، أو قبر، أو حلْقة، أو خيط، أو تَمِيمَة، أو غير ذلك، أو جن، أو إنس. ففي هذا وجوب التوكّل على الله، والنهي عن الاعتماد على غير الله في جلب خير أو دفع ضُر، والقرآن يقرّر هذا في آيات كثيرة.

1 / 148