130

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Noocyada

وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب: ــ يُعبد من دون الله"، فالذي يقول أنا ما أكفِّر هؤلاء، أنا ما أكفر من يعبدون الحسن والحسين والبدوي، لا أكفّرهم لأنهم يقولون: لا إله إلاَّ الله؛ هم إخواننا، لكن أخطئوا، نقول له: أنت مشرك مثلهم، لأنك لم تكفر بما يُعبد من دون الله، والله تعالى قدّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ فلا بد من الكفر بالطاغوت، ولابد من الكفر بما يعبد من دون الله ﷿، واعتقاد بطلانه، والبراءة منه ومن أهله، وإلا فلا يصير الإنسان مسلمًا، لأن هذا تلفيق بين الإسلام والكفر، ولا يجتمع الكفر والإسلام أبدًا. فهذا الحديث على اختصاره منهج عظيم، يبيّن معنى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنها ليست مجرد لفظ يقال باللسان ويردّد في الأذكار والأوراد، وإنما هي حقيقة تقتضي منك أن تكفر بما يُعبد من دون الله، وأن تتبرّأ من المشركين، ولو كان أقرب الناس إليك، كما تبرأ الخليل- ﵊ من أبيه وأقرب الناس إليه. ثم قال ﵀: "وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب" أي: أن الأبواب الآتية إلى آخر كتاب التّوحيد، كلها تفسير لهذه الكلمة، مثل باب: النهي عن لبس الحَلْقَة والخيط، والتبرك بالأشجار والأحجار وباب السِّحر، وباب التَّنْجيم، وباب ما جاء في الطِّيَرة، وباب الرُّقى والتمائم، إلى آخر ما في هذا الكتاب من الأبواب، كله يفسِّر التّوحيد، ويفسِّر معنى: لا إله إلاَّ الله.

1 / 134