Sirta Qasriyada
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Noocyada
إذا أسرف سلطان في أموال الأمة وبددها على ملاذه الشخصية دون أن تعود بأدنى فائدة على الشعب. أيجوز خلعه أم لا ...؟ أفيدوا ولكم الأجر والثواب.
ولبث الوزراء بانتظار فتوى شيخ الإسلام كأنهم على مقالي الجمر، ولكن لم يطل اصطبارهم كثيرا حتى عاد إليهم الجواب في ذيل ذينك السؤالين، وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بلى يجوز خلع السلطان إذا خرب بلاده بعناده وإسرافه؛ لأن السلطان هو أب لرعيته وليس بظالمهم، غفر الله له ولنا إنه الرحمن الرحيم.
الختم
خير الله
فلما وصلت هذه الفتوى الشرعية إلى الوزراء لم يبق عليهم إلا إجراء تنفيذها، على أن ذلك لم يكن من الهنات الهينات، كانوا يعرضون به حياتهم للهلاك، لكنهم قرروا أخيرا وجوب خلع السلطان في يوم «30 أيار» عند الظهيرة، وتولية ولي العهد مراد أفندي ابن أخيه بدلا منه.
وكان صلاح الدين بك منذ وفاة حبيبته قد استقال من وظيفته في سالونيك، وتعين رئيسا لأركان حرب المشير حسين عوني باشا، وكان هو رئيس العصابة المتآمرة على خلع السلطان يذوب حقدا، ويزداد رغبة في الانتقام، وقد ثقلت عليه الحياة منذ ذلك المصاب، فكان يسعى وراء كل غواية، ويبحث عن كل مهلكة أخذا بثأره، وكان حسين عوني باشا عالما بهذا كله، فكان يعهد إليه بالأمور الجسام فيقوم بها حق القيام حتى صار موضع سره، وركن اعتماده، وعليه قرر الوزراء أن يعهد إلى صلاح الدين بإيصال الخبر إلى ولي العهد بقرب توليه العرش، ولا يخفى أن تلك مهمة من أخطر المهمات وأوعرها طريقا وأصعبها مراسا، فطار صلاح الدين فرحا لما عرف ذلك، ولا غرابة فإنه كان قد مضى عليه سبع سنوات يعلل النفس بتلك الآمال ألا وهي الانتقام والأخذ بالثأر، ومن ثم تحرير العرش من ربقة الظلم والظالمين، وقد قربت تلك الساعة ودنا ذلك اليوم العظيم، فدبر أولا الحيلة للوصول إلى ولي العهد. فسار إلى محلة ألبيرا، وقصد خياط مراد أفندي، وسأله بكل هدوء وحزم عما إذا كان ثوب سمو مراد أفندي قد جهز.
فأجابه الخياط: كلا، فهو لم يفصل بعد؛ لأن سموه أمره بتفصيل غيره.
فقال صلاح الدين: لا بأس وهل ينجز نهار الجمعة؟
Bog aan la aqoon