قالت فرانسيس: «ثمة قصيدة ألفها أحدهم بالفعل وكتبها. حصلت عليها الآن مطبوعة.»
قالت مورين: «خطر لي أن أصنع الكاسترد.»
ترى ما مقدار ما استطاعت فرانسيس أن تسمعه من حديث ماريان هيوبرت؟ الأرجح أنها سمعته كله. بدت أنفاسها متلاحقة من فرط ما اجتهدت لإخفاء كل ذلك. مدت يدها الممسكة بالأشعار إلى مورين، وقالت الأخيرة: «إنها قصيدة طويلة جدا، وليس لدي وقت لقراءتها.» وشرعت في فصل البيض.
قالت فرانسيس: «إنها قصيدة جميلة؛ جميلة بما يكفي لتأليف لحن يتماشى مع كلماتها.»
قرأتها بصوت عال، فقالت مورين: «أنا بحاجة إلى التركيز.»
قالت فرانسيس وهي متجهة إلى الغرفة المشمسة: «أعتقد إذن أن هذا أمر لي بالانصراف.»
وبعدها استمتعت مورين بالهدوء والسكينة في المطبخ؛ البلاط الأبيض العتيق، والجدران الصفراء العالية، والقدور والصحون وأدوات المطبخ المألوفة التي أشعرتها بالارتياح، كما أشعرت سيدة البيت التي سبقتها على الأرجح. •••
لم تأت ماري جونستون بجديد في حديثها إلى الفتيات دوما، وأغلبهن كن يتوقعن ما ستقوله. كان باستطاعتهن أن يرسمن تعبيرات مسبقة على وجوههن يغمز بها بعضهن بعضا عندما تتحدث. كانت تخبرهن كيف جاء المسيح وتحدث إليها عندما كانت مستلقية في جهاز الرئة الاصطناعية؛ لم تكن تعني أنه جاءها في الحلم، أو في رؤيا، أو عندما كانت تهلوس؛ كانت تعني أنه جاءها وتعرفت عليه، لكنها لم تكن ترى عجبا في ذلك. تعرفت عليه على الفور، ولو أنه كان يرتدي معطف طبيب أبيض. فكرت أن ارتداءه معطف طبيب أمر منطقي، وإلا فلم يكن ليسمح له بالدخول؛ هكذا تقبلت الأمر. وبينما كانت مستلقية هناك في جهاز الرئة الاصطناعية، كانت في حالة وسط بين العقل والسذاجة، كحال البشر عندما يطرأ عليهم حدث كهذا (كانت تعني زيارة المسيح، لا الإصابة بشلل الأطفال). قال المسيح: «يجب أن تعودي لممارسة البيسبول يا ماري.» كان هذا كل ما قاله. كانت لاعبة بيسبول بارعة، واستخدم المسيح لغة كان يدري أنها ستفهمها، وبعدها تركها ورحل. وتشبثت بالحياة كما قال لها.
كان هناك بقية لحديثها عن تفرد وخصوصية أجسادهن وحياتهن؛ الأمر الذي أفضى بطبيعة الحال إلى ما سمته ماري جونستون «حديثا صريحا» عن الصبية والشهوات (وهنالك اصطنعن تعبيرات بوجوههن؛ كن في غاية الحرج إذ كانت تتحدث عن المسيح). تحدثت عن الخمر، وعن السجائر، وكيف أن إحداهما تفضي إلى الأخرى. حسبنها مجنونة. ولم تستطع حتى أن تميز ما عكفن على تدخينه، لدرجة أنهن أصبن بشيء من الإعياء ليلة أمس. كانت رائحة الدخان الكريهة تفوح منهن، لكنها لم تعلق على هذا الأمر قط.
إذن كانت مجنونة، لكنهن جميعا تركنها تتحدث عن المسيح ولقائها به في المستشفى؛ لأنهن ظنن أن من حقها أن تؤمن بما تؤمن به.
Bog aan la aqoon