89

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

عندما يميل مزاج المحامي ستيفنز إلى استرجاع الماضي، كان يتحدث عن هذا الجدار وكم كان الناس يلجئون إليه طلبا للراحة؛ المزارعات اللائي كن يزرن المدينة لبيع الدجاج أو الزبد، والفتيات الريفيات في طريقهن إلى المدرسة الثانوية، قبل وجود ما يعرف باسم حافلة المدرسة، كن يتوقفن ويخبئن أحذيتهن الفوقية، ثم يستعدنها في طريق عودتهن إلى البيت.

في أوقات أخرى، لم يكن يحتمل استرجاع الماضي. «الأيام الخوالي. من ذا الذي يتمنى عودتها؟»

نزعت ماريان بعض الدبابيس من شعرها ورفعت قبعتها بحرص. كان هذا هو السبب إذن؛ كانت قبعتها تؤلمها. وضعتها في حجرها، ومد زوجها يده وأبعدها، وكأنه كان حريصا كل الحرص على أن ينزع عنها كل ما يمثل عبئا عليها. وضعها في حجره، ثم مال وأخذ يمرر يده عليها بلطف ورقة. أخذ يمسد تلك القبعة المصنوعة من الريش البني البشع وكأنه يهدئ من روع دجاجة مرتعبة.

لكن ماريان أوقفته، قالت له شيئا ما، وثبتت يده بيدها كأم تقاطع عبث طفلها الأبله بنوبة من الغضب، أو بحرمانه للحظة من حبها الذي تغدقه عليه. •••

شعرت مورين بصدمة؛ شعرت بتقلص في عظامها.

جاء زوجها من غرفة الطعام. لم ترد أن يراها وهي تراقبهما؛ فأدارت مزهرية الأعشاب المجففة المستقرة على حافة النافذة وقالت: «حسبتها لن تفرغ من الكلام.»

لم يلاحظ هو ذلك؛ كان ذهنه شاردا في شيء آخر.

قال: «تعالي هنا.»

في بداية زواجهما، قال زوج مورين لها إنه وزوجته الأولى قررا الانقطاع عن العلاقة الحميمية بعد ميلاد هيلينا الابنة الصغرى. قال: «لقد أنجبنا صبيا وفتاة.» وكان مراده أنه لا داعي لمحاولة إنجاب المزيد؛ لم تفهم مورين حينئذ أنه ربما كان يرمي لانقطاع شبيه عنها. كانت واقعة في حبه عندما تزوجته. صحيح أنه عندما طوق خصرها بذراعه لأول مرة في المكتب، حسبت أنه اعتقد لا محالة أنها متجهة إلى الباب الخاطئ وأنه يعيد توجيهها، لكنها خلصت إلى هذا الاستنتاج بسبب تحفظه وحشمته، لا لأنها لم تكن تتوق للإحساس بذراعه وهو يطوقها. لكن لا بد أن الناس الذين حسبوا أنها مقدمة على زواج لأغراض المصلحة قد أصابهم الذهول من فرط سعادتها أثناء شهر العسل، على الرغم من أنها اضطرت لتعلم لعبة البريدج. كانت تعلم مواطن قوته، وكيف كان يستغلها، وكيف كان يكبحها. كانت تراه جذابا، بغض النظر عن عمره وحمقه وآثار النيكوتين على أسنانه وأصابعه. كانت بشرته دافئة. بعد الزواج بعامين، فقدت جنينه، وأصيبت بنزيف شديد، لدرجة أن الحاجة استدعت ربط قناتي فالوب لديها لمنع تكرار النزيف. وبعد هذه الواقعة، انتهى الجزء الحميم في علاقتها مع زوجها، وبدا أنه كان يجاريها فحسب؛ لأنه شعر أنه من الإجحاف حرمان أي امرأة من فرصة الإنجاب.

أحيانا ما كانت تضايقه بعض الشيء، فيقول لها: «مورين، علام كل هذه الجلبة؟» أو يخبرها بأن تحسن التصرف، قائلا: «تصرفي بنضج.» كانت عبارة يراد بها الزجر اقتبسها من طفليه، وظل يستخدمها بعد أن توقفا هما عن استخدامها لفترة طويلة. في واقع الأمر، لفترة طويلة منذ رحيلهما عن البيت.

Bog aan la aqoon