87

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

خيم الصمت على المكان، وكان رأسها يؤلمها بشدة. بدأت تتناول المكسرات التي أعدتها، لكن لم يكن يجب أن تتناولها؛ فبعد حفنتين شعرت بالغثيان وبرغبة في التقيؤ.

تعاطت قرصين آخرين، وصعدت إلى الطابق العلوي. النوافذ مفتوحة والستائر منسدلة. تمنت أن لو كانت اشترت مروحة خلال فترة التخفيضات بمحل كاناديان تاير، لكنها نامت دون مروحة، وعندما استيقظت كان الظلام قد حل تقريبا. تناهى إلى مسامعها صوت جزازة العشب؛ لا بد أن زوجها يقلم العشب بجانب البيت. نزلت إلى المطبخ ورأت أنه قطع بعض ثمار البطاطس الباردة، وسلق بيضة، وأخرج البصل الأخضر ليصنع سلاطة. لم يكن شأن غيره من الرجال الميئوس منهم، الذين ينتظرون زوجاتهم السقيمات لينهضن من السرير ويجهزن لهم وجبة. حاولت أن تتناول السلاطة، لكنها لم تستطع. ستتناول قرصا آخر، وتصعد الدرج، وتلقي ببدنها على السرير وتنعزل عن العالم حتى الصباح.

حينئذ قال زوجها إنها لا بد أن تعرض على الطبيب. اتصل برب عمله وقال إنه لا بد أن يصحب زوجته إلى الطبيب.

قالت ماريان ماذا لو غلت إبرة فيحقنها هو بها؟ لكنه لم يكن ليتحمل إيلامها، وعلى أية حال كان يخشى ألا تسير الأمور على ما يرام. ركبا الشاحنة، وقصدا الطبيب ساندز. كان الطبيب بالخارج، فاضطرا لانتظاره. غيرهما ممن كانوا بانتظار الطبيب أطلعوهما على الأخبار. ذهل الجميع لأنهما لا يعرفان. لكنهما لم يشغلا المذياع. كانت هي التي تشغله دوما، لكنها لم تستطع أن تتحمل الضجيج وهي سقيمة هكذا، ولم يلاحظا أي حشد للناس في طريقهما أو أي شيء يسترعي الانتباه.

عالج د. ساندز البثرة دون أن يحقنها بأي إبر؛ كان أسلوب تعامله مع البثرات يتمثل في ضربها ضربة سريعة قوية على قمتها في الوقت الذي يظن فيه المريض أنه يفحصها فحسب. قال: «ها قد انتهينا! هذه الطريقة أسهل من استخدام الإبر، وليست مؤلمة جدا في المجمل؛ لأنني لم أمهلك كثيرا، فوفرت عليك التوتر.» نظف مكان البثرة ووضع ضمادة عليها، وقال إنها سرعان ما ستشعر بتحسن.

وبالفعل شعرت بتحسن، لكنها كانت تشعر بالنعاس. كانت تشعر بأنها عديمة الجدوى ومشوشة جدا، لدرجة أنها خلدت إلى النوم حتى عاد زوجها في الرابعة، تقريبا، حاملا قدحا من الشاي. حينئذ تذكرت الفتيات اللائي رافقن الآنسة جونستون صباح السبت وطلبن شرابا. كانت لديها كميات كبيرة من مشروب كوكاكولا، فأهدتهن إياه في كئوس مزخرفة بالأزهار مع مكعبات الثلج. لم تطلب الآنسة جونستون سوى الماء. تركهن يعبثن بالخرطوم، فأخذن يقفزن، وأخذت كل واحدة منهن ترش الأخريات بالماء، وأمضين وقتا ممتعا. كن يحاولن تفادي سيل الماء فجنحن إلى الجنون بعض الشيء كلما غفلت عنهن الآنسة جونستون. كان عليه فعليا أن ينتزع خرطوم المياه من بين أيديهن، ويرشهن بالماء ليحسن التصرف ويتأدبن.

حاولت أن تتذكر أي فتاة كانت تلك الفتاة. كانت تعرف ابنة القس وابنة د. ساندز وبنات آل ترويل؛ حيث كان يسهل التعرف عليهن أينما كن بأعينهن الشبيهة بأعين الأغنام، ولكن أيهن كانت من بين الأخريات؟ تذكرت واحدة منهن كانت صاخبة جدا؛ حيث كانت تقفز في محاولة لانتزاع الخرطوم حتى بعد أن أبعده عن أيديهن، وأخرى كانت في حالة من النشوة والسعادة، وثالثة فاتنة ونحيلة وشقراء، ولكن لعلها كانت تفكر في روبن ساندز - كانت روبن شقراء. ليلتها سألت زوجها إن كان يعرف أيهن هي، لكنه كان أجهل منها؛ فهو لم يعرف الناس الذين يعيشون هنا، ولم يكن يستطيع أن يفرق بينهم.

وأخبرته أيضا بموقف السيد سيديكاب. استرجعت المشهد كله الآن؛ كم كان منزعجا! وكيف كان يعبث بالمضخة، والاتجاه الذي كان يشير إليه. استاءت من عجزها عن تفسير ما يعنيه. ناقشا الأمر، وتساءلا عما كان يعنيه، وانشغلا بتساؤلاتهما كثيرا لدرجة أنهما بالكاد حصلا على قسط من النوم. وأخيرا، قالت له إنها تعرف ما يتعين عليهما فعله؛ يجب أن نذهب ونتحدث إلى المحامي ستيفنز.

فنهضا وجاءا بأسرع ما يمكن. •••

قال المحامي ستيفنز: «الشرطة. مخفر الشرطة هو الذي كان يجب أن تقصداه.»

Bog aan la aqoon