55

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

أجابت أن لا، لا. فصفق القس الفرنسيسكاني بيديه وقال: «اخلعن عنها هذه الزينة الذهبية الزائفة وتلك الملابس! سأعلنها عذراء!» وخاطبها قائلا: «إذا صرت عذراء، فستكون الأمور على ما يرام، ولن يضطر المسلم أن يطلق النار على أحد، ولكن يجب أن تقسمي على ألا ترافقي رجلا أبدا. يجب أن تقسمي في حضرة شهود. يجب أن تقسمي بالحجر والصليب. هل تفهمين ذلك؟ لن أدعهم يزوجونك لمسلم، لكنني لا أريد أن يستمر سفك الدماء على هذه الأرض.»

من بين الأمور التي كان القس يحاول جاهدا أن يمنعها بيع النساء إلى الرجال المسلمين، فقد كانت ثائرته تثور بسبب ذلك. كانت فكرة تنحية العقيدة جانبا بهذه السهولة تجعله يستشيط غضبا. كانوا يبيعون للرجال المسلمين فتيات، مثل لوتار، لا يتمكنون من بيعهن بأي طريق آخر، وكذلك الحال بالنسبة إلى الأرامل اللائي لم ينجبن سوى الإناث.

على مهل وبحزن، نزع النسوة عنها كل الملابس الفاخرة، وجئن بسروال رجالي رث دون حزام، وقميص ووشاح للرأس ارتدتها لوتار، وقصت امرأة تحمل مقصا قبيح المنظر معظم ما تبقى من شعر لوتار الذي كان يصعب قصه بسبب ما ترتديه.

قلن لها: «كان من الممكن أن تكوني عروسا غدا.» وأبدى بعضهن حزنهن، بينما أبدى البعض الآخر احتقارهن: «لن تكون لك ذرية أبدا الآن.»

تسابقت الفتيات على اختطاف الشعر الذي سقط من رأسها، ووضعنه على رءوسهن، وأخذن يرتبنه على هيئة عقد وشرائط.

حلفت لوتار اليمين على مرأى ومسمع من اثني عشر شاهدا كانوا جميعهم - بطبيعة الحال - رجالا، وبدوا متجهمين شأنهم شأن النسوة تماما حيال التحول الذي طرأ على الأحداث. لم تر المسلم الذي تقدم للزواج منها قط. حقر القس الفرنسيسكاني من شأن الرجل، وهدد بأن هذه العادة إن لم تنته، فسوف يوصد أبواب مدفن الكنيسة، ويتركهم يدفنون موتاهم في أراض غير مقدسة. كانت لوتار على مسافة واحدة منهم جميعا بملابسها غير التقليدية. كان من الغريب وغير المريح أن تظل عاطلة عن العمل. عندما انتهى القس الفرنسيسكاني من نوبة التوبيخ هذه، تقدم نحوها وظل يرمقها واقفا، وكانت أنفاسه متلاحقة إما بسبب ثورة غضبه، وإما من فرط الجهود التي بذلها لإقناع حاضري عظته.

قال: «حسن.» ومد يده في طية في ملابسه وأخرج سيجارة وأعطاها إياها. كانت رائحة جلده تفوح منها. •••

أحضرت ممرضة عشاء شارلوت وكان يتكون من حساء خفيف وخوخ معلب. أزاحت شارلوت الغطاء عن الحساء وشمته وأشاحت بوجهها عنه. قالت: «ارحلي، ولا تنظري إلى هذا الحساء البشع. عودي غدا؛ فأنت تعلمين أن القصة لم تنته بعد.»

رافقتني الممرضة إلى الباب، وفور أن وصلنا إلى الممر قالت: «اللائي لا يشعرن بأن المكان بمنزلة بيت لهن هن الأكثر انتقادا للأوضاع؛ فهي ليست الأسهل مراسا على الإطلاق، لكن لا يسعك إلا أن تعجبي بها. لا تربطكما قرابة ما، أليس كذلك؟»

أجبتها أن بلى. «عندما جاءت كان الأمر مدهشا؛ كنا نخلع عنها أشياءها فأبدى أحدهم إعجابه بسوارها، فعرضته للبيع على الفور! أما زوجها فكان مختلفا. هل تعرفينه؟ ثمة فارق كبير بينه وبين زوجته.»

Bog aan la aqoon