54

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

ستستحيل قصة الشعر عند اكتمال القمر إلى اللون الأبيض.

إذا كنت تعاني من آلام في الأطراف، فقص بعضا من شعر رأسك وإبطيك واحرقه؛ حينئذ ستختفي الآلام. «الأوراز» شياطين تخرج ليلا، وتومض وميضا زائفا لتربك المسافرين وتجعلهم يضلون الطريق. يجب أن تربض أرضا وتغطي رأسك، وإلا فسيسوقونك إلى جرف فتهلك، وكذلك فهم يحاصرون الجياد ويمتطونها حتى تهلك. •••

جمع التبغ وسيقت الأغنام من المنحدرات، وحوصر الحيوان والناس على حد سواء في «الكولا» خلال أسابيع الثلج والأمطار الباردة. وذات يوم، مع بشائر الدفء الأولى لشمس الربيع، ساقت النساء لوتار إلى الكرسي الموجود بالشرفة، وهناك في أجواء احتفالية سارة، قصصن الشعر الذي يعتلي جبينها تماما، ثم صففن بعض شعرها للوراء، وخللن ما تبقى منه بصبغة للشعر. كانت الصبغة زيتية حتى إن الشعر بدا متيبسا جدا، فصار بإمكانهن تشكيله على هيئة أجنحة وكعكات. الجميع احتشدن من حولها؛ منهن المنتقد ومنهن المعجب. وضعن دقيقا على وجهها، وألبسنها ثيابا أخرجنها من واحدة من الخزائن الضخمة المنحوتة. تساءلت عن السبب وراء هذه الجلبة، بينما وجدت نفسها تختفي داخل بلوزة بيضاء مزركشة بنقوش ذهبية، وصدرية حمراء ذات كتفيتين محشوتين، ووشاح من الحرير المخطط يبلغ عرضه ياردة كاملة، وطوله اثنتا عشرة ياردة، وتنورة صوفية يجتمع فيها اللونان الأسود والأحمر، بالإضافة إلى سلسلة تلو أخرى من الذهب الزائف الموضوع على شعرها وحول عنقها. قلن لها إن السبب إبراز جمالها، وعندما انتهين قلن: «انظروا! إنها جميلة!» نطقنها بانتصار وتحد لمن شككن في إمكانية تحقيق التحول. ضغطن عضلات ذراعيها التي تشكلت من العزق وحمل الأخشاب، وربتن على جبينها المغطى بالدقيق، ثم صحن لأنهن نسين شيئا مهما جدا؛ قلم التبرج الأسود الذي يصل ما بين الحاجبين بخط واحد أعلى الأنف.

صاحت إحدى الفتيات اللاتي لا بد أن إحداهن أوكلت إليها مهمة الاستطلاع: «القس قادم!» فقالت النسوة اللائي كن يرسمن الخط الأسود: «لن يعطلنا!» لكن الأخريات تنحين جانبا.

أطلق القس الفرنسيسكاني عيارين فارغين في الهواء إيذانا بوصوله كعادته دوما، وكذلك فعل الرجال الموجودون بالبيت ترحيبا به، لكنه لم يجالس الرجال هذه المرة. صعد إلى الشرفة مباشرة مناديا: «عار عليكن! عار عليكن!» وخاطب النسوة قائلا: «أعرف لم صبغتن شعرها. أعرف لم ألبستنها ثياب العروس. كل ذلك من أجل مسلم حقير!»

قال للوتار: «أنت! أنت التي تجلسين في زينتك هكذا؛ ألا تعرفين لم تلك الزينة؟ ألا تعرفين أنهم باعوك إلى مسلم؟ سيأتي من فوتهاج، سيأتي إلى هنا بحلول الظلام!»

قالت واحدة من النسوة بجرأة: «وما العيب في ذلك؟ الثلاثة الذين جاءوا بهم من أجلها كانت شخصياتهم أشبه بنابليون. يجب أن تتزوج أحدا على أية حال.»

أخبرها القس الفرنسيسكاني أن تخرس، وسأل لوتار: «أهذا ما تبغين؟ أتريدين الزواج من كافر والعيش معه في فوتهاج؟»

أجابت لوتار أن لا، وشعرت كأنها لا تقوى على الحركة أو الكلام تحت ثقل شعرها المدهون بالزيت وحليها وملابسها المبهرجة. تحت ثقل هذه الأشياء، عانت معاناة من يحمل نفسه على الاستيقاظ ليواجه خطرا محدقا به. كانت فكرة الزواج من مسلم أبعد من أن تمثل هذا الخطر - جل ما استوعبته أنها ستعزل عن القس، ولن يتسنى لها بعد الآن أبدا أن تطالبه بأي تفسير.

سألها: «هل كنت تعلمين أنهم سيزوجونك؟ أهذه رغبتك؟ أن تتزوجي؟»

Bog aan la aqoon