48

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

قالت دوري: «أوه، لماذا؟»

حدثت ميليسينت نفسها: لأن كعكة الزفاف قد صنعت بالفعل، وكذا فستان الزفاف، والغداء قد طلب، والدعوات أرسلت؛ كل هذا العناء الذي تجشموه! قد يقول الناس إن هذا لسبب سخيف، لكن الذي سيقول ذلك لن يكون من بين من تجشموا كل هذا العناء. ليس من المنصف إهدار جهودهم.

لكن الأمر كان أكبر من ذلك، حيث كانت مؤمنة بما قالته لدوري بأن زواجها هو الطريقة الوحيدة التي ستنعم من خلالها بحياة. وماذا كانت دوري تعني ب «لا يمكنني الرحيل عن المكان هنا»؟ لو كانت تعني أنها ستشعر بالحنين إلى الوطن، فلتشعر به! لم يكن الحنين إلى الوطن شعورا يصعب التغلب عليه قط. لم تكن ميليسينت لتلقي بالا لحديث دوري عن «المكان هنا»، لم يكن من مصلحة أحد أن يحيا «هنا» لو عرض عليه ما عرض على دوري. إنها لخطيئة أن ترفض عرضا كهذا بسبب العناد والرهبة والسذاجة.

بدأت تشعر أن دوري حوصرت، لعل دوري ستتراجع عن موقفها، أو تسمح على الأقل لفكرة التراجع عن موقفها بالتسلل إليها، ربما. جلست كجذع شجرة دون أن تحرك ساكنا، لكن هذا الجذع ربما كان لينا من الداخل.

لكن ميليسينت هي التي شرعت في البكاء والنحيب فجأة، وقالت: «أوه، دوري ... لا تكوني ساذجة!» نهضتا وتعانقتا، ثم أخذت دوري تهدئ من روع صديقتها، وتربت على كتفيها بطريقة موقرة، بينما بكت ميليسينت وكررت بعض الكلمات التي خلت من أي رابط: «سعيدة»، «مساعدة»، «سخيفة».

قالت عندما هدأت بعض الشيء: «سأتعهد ألبرت بالرعاية، وسأضع أكاليل الزهور على قبره، ولن أخبر موريل سنو بذلك، ولا بورتر. لا حاجة لأن يعرف أحد بذلك.»

لم تقل دوري شيئا، بدت ضائعة وشاردة قليلا، وكأنها كانت منشغلة بالتفكير في شيء ما مرارا وتكرارا، وأسلمت نفسها لثقله وغرابته.

قالت ميليسينت: «هذا الشاي سيئ جدا؛ ألا يمكننا أن نصنع بعض الشاي الصالح للشرب؟» ذهبت لتلقي بمحتوى كأسها في دلو المخلفات السائلة.

هنالك وقفت دوري في دائرة الضوء الخافت للنافذة - عنيدة وطيعة وطفولية وأنثوية - أكثر إنسانة غرابة وجنونا، بدا أن ميليسينت تمكنت الآن من إخضاعها؛ إخضاعها وإقناعها بالرحيل. أقنعتها بالرحيل على حسابها الشخصي، هكذا حدثت ميليسينت نفسها بأن الأمر كلفها أكثر مما كانت تتوقع. حاولت أن تلفت انتباه دوري بنظرة كئيبة ولكن مشجعة، فبددت نوبة بكائها. قالت: «سبق السيف العذل.» •••

مضت دوري قدما في خطط زفافها.

Bog aan la aqoon