قال رجل آخر عرفته ريا بالنظر إليه - كان مدرسا سابقا، ويعمل الآن في بيع الأواني والمقالي للطهي الجاف: «يشبه الحرير الصخري كثيرا.» كان مريضا بالسكري، ومن المفترض أن حالته خطيرة للغاية لدرجة أنه كانت توجد دائما بطرف قضيبه قطرة من السكر الخالص المتبلور.
قال الرجل الذي يروي القصة، باستياء: «الحرير الصخري! وقد أسسوا في ذلك الموقع أضخم منجم للحرير الصخري في العالم بأسره، ومن ذاك المنجم صنعت الثروة!»
تحدث دينت ماسون مجددا: «لكن ليس للرجل الذي عثر عليه. أؤكد لك هذا. لا يحدث هذا أبدا. لم يصنع الشخص الذي عثر عليه ثروة.»
قال راوي القصة: «أحيانا ما يحدث.»
قال دينت: «كلا البتة.»
أصر راوي القصة: «عثر البعض على الذهب واستفادوا منه. أشخاص كثر فعلوا ذلك! عثروا على الذهب وأصبحوا مليونيرات، مليارديرات؛ كالسير هاري أوكس مثلا؛ عثر على الذهب وأصبح مليونيرا!»
قال رجل لم يشترك حتى اللحظة في المحادثة: «أودى بحياته.» ضحك دينت ماسون وضحك آخرون، وقال بائع الأواني والمقالي: «مليونيرات؟ مليارديرات؟ وماذا استتبع ذلك؟»
صاح دينت ماسون وهو يضحك بأعلى صوته: «أودى بحياته. وهكذا استفاد من الذهب!» بسط راوي القصة يديه وهز الطاولة. «لم أقل مطلقا ذلك! لم أقل مطلقا إنه لم يقتل! نحن لا نتحدث هنا عما إذا قتل أم لا! قلت إنه عثر على الذهب، واستفاد منه، وأضحى مليونيرا!»
أمسك الجميع بزجاجاتهم وكئوسهم كي لا تسقط من فوق الطاولة، حتى الرجال الذين كانوا يلعبون الورق توقفوا عن الضحك. جلس بيلي مديرا ظهره لريا. تألقت كتفاه العريضتان في القميص الأبيض، بينما وقف صديقه وين بالجانب الآخر من الطاولة يشاهد اللعبة. كان وين ابن كاهن الكنيسة المتحدة، من بوندي؛ وهي قرية غير بعيدة عن كارستيرز. ارتاد الكلية مع بيلي، كان سيصير صحافيا؛ لديه بالفعل وظيفة بصحيفة في مدينة كالجاري. مع استمرار الحديث المتعلق بالحرير الصخري، رفع وين بصره فالتقت عيناه بعيني ريا، ومن تلك اللحظة فصاعدا أخذ يراقبها بابتسامة طفيفة متوترة ومتواصلة. لم تكن هذه المرة الأولى التي تلتقي فيها أعينهما، لكنه في العادة لم يكن يبتسم. كان ينظر إليها ثم يشيح بنظره عنها، في بعض الأحيان أثناء حديث بيلي.
ساعد السيد مانك نفسه في النهوض؛ فقد أقعده مرض أو حادث ما فصار كسيحا. كان يسير متكئا على عصا، وينحني إلى الأمام، في زاوية قائمة تقريبا، من عند خصره. في جلوسه، يبدو طبيعيا إلى حد بعيد، ولدى نهوضه، كان يسير مائلا فوق الطاولة، وسط الضحكات.
Bog aan la aqoon