من السيد جيمس مالن إلى الموقر والتر ماكبين، 7 أبريل 1853.
لم أتلق أي رد منك على خطابي الأخير! أرجو أن تكون بخير ولا تزال مهتما بقضية آني هيرون. هي لا تزال هنا وتشغل وقتها في إنجاز مهام حياكة توليت جلبها إليها من خارج السجن. لم تذكر شيئا آخر عن حملها أو شنقها أو روايتها. كتبت مرة أخرى للآنسة سادي جونستون، لكنه كان خطابا موجزا للغاية، وأرفق خطابها هنا. هل لديك فكرة من تكون سادي جونستون هذه؟ •••
لم أتلق ردا منك، يا سادي! لا أظن أنهم أرسلوا خطابي. اليوم هو الأول من أبريل من عام 1853، لكنها ليست كذبة أبريل كما اعتادت إحدانا خداع الأخرى. رجاء تعالي لزيارتي إن استطعت. أنا في سجن والي، لكنني آمنة وبحالة جيدة. •••
إلى السيد جيمس مالن من إدوارد هوي؛ مالك نزل كارستيرز، 19 أبريل 1853.
لقد أعيد إليك خطابك الذي أرسلت إلى السيد ماكبين؛ فقد مات هنا في النزل في 25 فبراير. ثمة بعض الكتب هنا لا يرغب أحد فيها.
3
من آني هيرون، سجن والي، إلى سادي جونستون، تورونتو. رجاء ممن يعثر على الخطاب أن يرسله إلى وجهته.
جاء جورج وهو يجره بين الثلوج. ظننت أنه يجر جذع شجرة. لم أكن أعلم أنه كان الشيء الذي يجره. قال جورج إنه هو. قال إن غصن شجرة سقط وارتطم به. لم يقل إنه مات. انتظرته حتى يتحدث. كان فمه مفتوحا بعض الشيء والثلج بداخله. كذلك كانت عيناه شبه مفتوحتين. اضطررنا إلى الدخول إلى المنزل؛ إذ بدأت العاصفة تهب بقوة هائلة. جذبناه إلى المنزل وأمسك كل منا بإحدى ساقيه. تظاهرت أمام نفسي حين أمسكت بساقه أنني أمسك بجذع الشجرة. كان المنزل دافئا من الداخل حيث كنت قد أشعلت المدفأة، وبدأت الثلوج تذوب من فوقه. تحرك الدم قليلا في عروقه في المنطقة المحيطة بأذنه. لم أدر ماذا أفعل. كنت أخشى الاقتراب منه. ظننت أن عينيه ترقباني.
جلس جورج بجانب النار وهو يرتدي معطفه الثقيل الضخم، وحذاءه كذلك، واستدار بعيدا. جلست عند الطاولة المصنوعة من كتل خشبية اقتطعت من الأشجار. قلت له: «كيف عرفت أنه مات؟» قال جورج: «المسيه إن أردت أن تعرفي.» لكنني لم أفعل ذلك. هبت عاصفة عنيفة بالخارج، وعصفت الرياح بين الأشجار وفوق سطح المنزل. صليت بصلاة «أبانا الذي في السماوات»، وهكذا استجمعت شجاعتي. أخذت أردد صلاتي هذه مع كل تحرك لي. قلت لنفسي يجب أن أغسله، وطلبت المساعدة. وضعت الدلو في مكان ذوبان الثلج. بدأت بقدميه وتعين علي خلع حذائه، كان أمرا شاقا. لم يستدر جورج أو ينتبه إلي أو يساعدني عندما طلبت منه المساعدة. لم أخلع بنطاله أو معطفه؛ لم أتمكن من ذلك، لكنني نظفت يديه ورسغيه. دائما ما كنت أضع قماشة التنظيف بين يدي وبشرته. عندما ذابت الثلوج من فوقه أضحت الأرض مبتلة بالماء والدماء من أسفل رأسه وكتفيه؛ لذا أردت أن أقلبه وأنظفه، لكنني لم أتمكن من ذلك؛ لذا سرت وجذبت جورج من ذراعه. قلت له إنني بحاجة إلى مساعدته، فرد قائلا: «ماذا؟» أخبرته أن علينا قلبه، فجاء وساعدني وأدرناه بحيث أصبح مواجها للأرض. بعد ذلك رأيت ... رأيت الجرح الذي صنعه الفأس.
لم ينبس أي منا ببنت شفة. نظفت الجرح من الدم وغيره. أخبرت جورج بأن يذهب ويحضر لي ملاءة من الصندوق الخاص بي؛ حيث احتفظت بالملاءة الجميلة التي لم أضعها فوق الفراش. لم أر جدوى من محاولة نزع ثيابه على الرغم من أنها كانت ثيابا جيدة. اضطررنا إلى تمزيقها في المواضع التي يلتصق بها الدم، وبعدها لم يكن لدينا سوى قطع مهلهلة. قصصت خصلة صغيرة من شعره؛ لأنني أذكر حين ماتت «ليلا» في الدار فعلوا ذلك، ثم طلبت من جورج مساعدتي في دحرجته فوق الملاءة، ثم بدأت في خياطة الملاءة من فوقه. بينما كنت أخيط الملاءة، قلت لجورج: اذهب إلى الجزء الجانبي المظلل من المنزل حيث يتكدس الحطب، فربما تجد فيه ملاذا جيدا كي تحفر قبرا. حرك الحطب بعيدا وعلى الأرجح ستجد الأرض من تحته رخوة أكثر.
Bog aan la aqoon