110

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

في اليوم الأول من شهر سبتمبر، حملت أنا وأخي سايمون صندوقا به أغطية أسرة وأواني منزلية، ووضعناه في عربة يجرها حصان، وانطلقنا من مقاطعة هالتون لنجرب حظنا في براري هورون وبروس، مثلما كان يطلق عليهما الناس حينذاك. كانت هذه الأشياء من آرتشي فريم الذي يعمل سايمون لحسابه، وحسبت كجزء من أجره. اضطررنا أيضا إلى استئجار المنزل منه، وحضر معنا خادمه الذي كان في مثل عمري تقريبا لاسترداد المنزل والعربة.

علي أن أوضح في البداية أنني وأخي تركنا وحدنا، بعد أن مات أبي أولا ثم أمي بسبب إصابتهما بالحمى في غضون خمسة أسابيع من وصولنا هذه البلاد، عندما كنت في الثالثة من عمري وسايمون في الثامنة. عمل سايمون لدى آرتشي فريم؛ وهو ابن عم أمي، وذهبت أنا للعيش مع معلم وزوجته، ليس لديهما أبناء. كان ذلك في هالتون، وكنت سأرضى بالعيش هناك لبقية حياتي، لكن سايمون الذي لا يبعد عني سوى بضعة أميال استمر في زيارتي وظل يخبرني أنه بمجرد أن نصل إلى السن المناسبة سنرحل ونحصل على أرض لنا، ونعتمد على أنفسنا، ولن نعمل لحساب أحد؛ حيث إن ذلك ما كان ينويه أبي. لم يرسل آرتشي فريم سايمون إلى المدرسة مثلما حدث معي؛ لذا عزم سايمون دائما على الفرار. عندما بلغت الرابعة عشرة من عمري وأصبحت صبيا قوي البنية، مثلما كان أخي، أخبرني أنه ينبغي علينا الرحيل والاستحواذ على أرض من أراضي التاج الملكي شمال هورون.

في اليوم الأول لم نستطع الوصول إلى أبعد من بريستون؛ إذ كانت الطرقات وعرة وسيئة عبر بلدتي ناساجاويا وبوسلينش. في اليوم التالي، وصلنا إلى بلدة شكسبير، وفي اليوم الثالث إلى ستراتفورد. كانت الطرقات تزداد سوءا مع اتجاهنا غربا؛ لذا فكرنا أنه من الأفضل إرسال الصندوق إلى مدينة كلينتون عبر عربة النقل، لكنها كانت قد توقفت عن السير نظرا لهطول الأمطار، وكانت تنتظر تجمد المياه فوق الطرق؛ لذا أخبرنا خادم آرتشي فريم أن يستدير ويعود أدراجه بالعربة والحصان والصندوق إلى هالتون، ثم حملنا فئوسنا فوق أكتافنا، وسرنا باتجاه كارستيرز.

لم نر أحدا أمامنا. أضحت كارستيرز على مقربة منا؛ حيث ظهرت منها بناية متهدمة تجمع بين متجر ونزل، وكان هناك رجل ألماني يدعى روم يصنع ماكينة لنشر الأخشاب. كما وصل قبلنا رجل يدعى هنري تريس وصنع بالفعل كوخا ذا حجم مناسب، وقد أصبح فيما بعد والد زوجتي.

نزلنا بالنزل حيث نمنا فوق أرضية جرداء ببطانية أو لحاف واحد نتقاسمه. جاء الشتاء مبكرا بأمطار باردة، وكان كل شيء نديا، لكننا كنا نتوقع مواجهة الصعاب، أو على الأقل توقع سايمون ذلك؛ فقد أتيت من مكان أكثر اعتدالا. قال إن علينا التكيف مع الأمر، ففعلت ذلك.

شرعنا في زراعة الطريق الموصل إلى قطعة الأرض الخاصة بنا بالشجيرات، ثم ميزناها واستخدمنا قطع الأخشاب التي أتينا بها من الأشجار لبناء كوخنا وتشييد السقف. تمكنا من اقتراض ثور من هنري تريس لجر قطع الأخشاب هذه، لكن لم يكن سايمون ميالا إلى اقتراض أي شيء أو الاعتماد على أي شخص؛ كان عازما على محاولة بناء الكوخ بأنفسنا، لكن عندما تبينا أنه ليس في استطاعتنا فعل ذلك، توجهت إلى منزل تريس وأنجزنا بناء الكوخ بمساعدة هنري واثنين من أولاده، ورجل من الطاحونة. بدأنا في اليوم التالي في ملء الشقوق بين جذوع الأشجار بالطين، وجئنا ببعض أغصان نبات الشوكران، بحيث لا تنفد أموالنا بالمكوث في النزل ونتمكن من النوم في منزلنا الخاص. وضعنا لوحا ضخما من خشب الدردار كباب للكوخ. سمع أخي من بعض الرفاق الكنديين ذوي الأصول الفرنسية؛ ممن كانوا يعملون لدى آرتشي فريم، أنه في مخيمات الأكواخ الخشبية لا بد أن تكون نيران التدفئة في منتصف الكوخ الخشبي؛ لذا قال إنه يجب أن نشعل النيران بتلك الطريقة، فأقمنا أربع ركائز وبنينا المدخنة فوقها، على غرار المنازل، وعزمنا على لصق أجزائها بواسطة الطين من الداخل والخارج. أوينا إلى فراشنا المصنوع من الدردار بعد أن أوقدنا نيران جيدة بغرض التدفئة، لكننا استيقظنا في منتصف الليل لنجد الأخشاب التي استخدمناها في بناء الكوخ والسقف بدأت في الاحتراق بسرعة، فهدمنا المدخنة. ولم يكن من الصعب إخماد النار التي اشتعلت بالسقف؛ لأنه كان مصنوعا من خشب الزيزفون. ما إن حل النهار حتى شرعنا في بناء المدخنة بالطريقة العادية في نهاية المنزل، وظننت أنه من الأفضل ألا أبدي أي ملاحظات.

بعد أن أخلينا الأرض لحد ما من الشجيرات والأفرع المتكسرة، شرعنا في قطع الأشجار الضخمة. قطعنا شجرة دردار ضخمة وقسمناها إلى شرائح كبيرة لاستخدامها في صنع الأرضية. لم يكن الصندوق الخاص بنا قد وصل بعد، وقد كان من المفترض إرساله من هالتون؛ لذا أرسل لنا هنري تريس قطعة ضخمة ووثيرة من جلد الدب كي نستخدمها غطاء لنا، لكن أخي لم يقبل المعروف وأعاده له وقال: إننا لسنا بحاجة إليه. بعد ذلك بعدة أسابيع وصل إلينا الصندوق، واضطررنا إلى طلب الثور لإحضاره من مدينة كلينتون، لكن أخي قال: إن هذا سيكون آخر شيء نحتاج إلى طلبه من أي شخص.

سرنا حتى مدينة والي وأحضرنا طحينا وسمكا مملحا على ظهورنا. جدف بنا رجل عبر النهر بمانشستر مقابل أجر مرتفع. لم يكن ثمة جسور حينئذ ولم يجمد الشتاء الأنهار بحيث يسهل العبور فوقها.

بحلول عيد الميلاد قال أخي إنه يرى أن المنزل أضحى بهيئة جيدة الآن، وأصبح يلائم إحضار زوجة له؛ بحيث يكون معنا شخص يطهو ويخدمنا ويحلب البقرة عندما نتمكن من شراء واحدة. كانت هذه المرة الأولى التي سمعته يتحدث فيها عن زوجة، وأخبرته أنني لا أدري إن كان يعرف فتاة معينة. أخبرني أنه لا يعرف أي فتاة، لكنه سمع أنه من الممكن مخاطبة دار الأيتام وسؤالهم ما إذا كانت لديهم فتاة راغبة في التفكير في الأمر يزكونها له، وإن كان الأمر كذلك سيذهب لمقابلتها. أراد فتاة ما بين الثامنة عشرة والعشرين من عمرها، تتمتع بصحة جيدة، ولا تخشى العمل، ونشأت في دار أيتام، ولم تلتحق بالدار حديثا؛ حتى لا تتوقع أي ترف أو أن يقوم أحد على خدمتها، وحتى لا تراودها ذكريات أيام كانت فيها أيسر حالا. من المؤكد أن من يسمع هذا الكلام في هذه الأيام يشعر بأن ذلك أسلوب غريب في التعامل مع الأمور. لم تكن المشكلة في أن أخي لا يستطيع التودد إلى فتاة، والحصول على زوجة بنفسه، لأنه كان شابا وسيما، لكن لم يكن لديه الوقت أو المال أو الميل، كان ذهنه منشغلا بتأسيس مزرعتنا. وإن كان للفتاة أبوان فلن يرغبا - على الأرجح - في إرسال ابنتهما بعيدا؛ حيث لا يتوافر سوى القليل من وسائل الراحة والكثير من العمل.

ومما يبين أن ذلك كان أسلوبا مهذبا في التعامل مع الأمور، حقيقة أن القس السيد ماكبين، الذي حضر مؤخرا إلى الضاحية، ساعد سايمون في كتابة الخطاب وأرسل خطابا بنفسه داعما إياه.

Bog aan la aqoon