103

Asraar Macluumaad

أسرار معلنة

Noocyada

توفيت أمي، فعدت إلى «وطني» كندا لحضور جنازتها. الجو بارد هناك في فصل الخريف. أشياء كثيرة تغيرت؛ ببساطة لا أعرف لم أقول لك ذلك! لا شك أن علاقتنا بدأت بسوء تفاهم، وحتى لو لم أتلق خطابك التفسيري بعد خطابك الأول، أعتقد أنني كنت سأشعر بالسعادة بطريقة ما لحصولي على الخطاب الأول؛ فقد كتبت لك خطابا فظا وبغيضا للغاية، فكان ردك مماثلا. تبدو لي الفظاظة والبغض والتأهب للاستياء خصالا مألوفة. هل أخاطر بإثارة غضبك النبيل لو اقترحت أننا أقرباء على أية حال؟

أشعر بالحيرة هنا. إنني معجب بزوجتي وأصدقائها من المسرح؛ بحماسهم والتزامهم، وآمالهم باستغلال مواهبهم من أجل خلق عالم أفضل (لكنني أعترف على الرغم من ذلك أن آمالهم وحماسهم كثيرا ما يبدوان لي متجاوزين لمواهبهم). لا أستطيع أن أكون واحدا منهم، وأعترف أنهم أدركوا هذه الحقيقة قبل أن تتجلى لي. لا بد أنه بسبب تشوش ذهني بفعل اضطرابات السفر لمسافات طويلة. بعد هذه الرحلة البشعة، صار بإمكاني مواجهة هذه الحقيقة، والتصريح بها في خطاب لشخص مثلك عنده مشكلاته الخاصة، وسبق أن صرح بأنه لا يود أن يسمع شيئا عن مشكلاتي. الواقع أنني أفضل أن أختتم خطابي قبل أن أثقلك بالمزيد من هرائي النفساني، ولا ألومك إن كنت قد عزفت عن القراءة قبل أن تصل عيناك إلى هذا السطر ...

تستلقي جيل على الأريكة وتمسك بالخطاب بكفيها وتضمه إلى بطنها. أشياء كثيرة تغيرت. كان في زيارة إلى مدينة والي؛ لا بد إذن أنه علم ببيعها للمحل وانطلاقها في رحلة عظيمة لتجوب العالم، ولكن أليس من المحتمل أن تكون كليتا قد أخبرته بذلك فعلا؟ ربما لا؛ فكليتا كانت كتومة. وعندما دخلت المستشفى، قبل أن ترحل جيل مباشرة، قالت: «لا أريد أن أرى أحدا أو أسمع أخبار أحد لفترة من الوقت، ولا أريد أن يزعجني أحد بخطاباته؛ فهذه العلاجات التي سأتلقاها من المتوقع أن تكون مأساوية بعض الشيء.»

ماتت كليتا.

كانت جيل تعرف أن كليتا ستموت، لكنها - بشكل أو بآخر - حسبت أن الحال لن يتغير في شيء. لا شيء يمكن أن يحدث هناك وجيل ماكثة هنا. توفيت كليتا، وأمسى ويل وحيدا، فيما عدا ساندي، وربما أن ساندي لم تعد تنفعه كثيرا.

ثمة طرق على الباب. قفزت جيل منزعجة بشدة، وطفقت تبحث عن وشاح لتغطي شعرها. كان مدير البناية ينادي اسمها المزيف. «كنت أريد أن أخبرك بأن أحدهم جاء ليسأل عنك. سألني عن الآنسة ثورنابي، فقلت له إنها ماتت، فسألني: أحقا ماتت؟ فقلت: نعم. فقال: هذا أمر عجيب.»

سألته جيل: «هل أوضح السبب؟ هل قال لماذا هو يستغرب هذا الأمر؟» «لا، قلت له إنها ماتت في المستشفى، وإن امرأة أمريكية تسكن شقتها الآن. نسيت من أي ولاية أنت في أمريكا. هذا الرجل كان يبدو أمريكيا هو نفسه؛ ولذا ربما كان الأمر يعنيه في شيء. قلت له إن ثمة خطابا للآنسة ثورنابي جاءها بعد أن توفيت، وسألته إن كان هو من أرسله. قلت له إنني أعدت الخطاب، قال نعم، إنه هو الذي كتب الخطاب، لكنه لم يتسلمه قط حين رددته. قال لا بد أن هناك سوء تفاهم.»

قالت جيل إنه لا بد أن يكون هناك سوء تفاهم، وأضافت: «كما في حالات الهوية المغلوطة. نعم، كما في حالات كهذه.»

عزيزتي الآنسة ثورنابي

لقد بلغني أنك قضيت نحبك. أعرف أن الحياة غريبة، لكنني لم أشهد كهذا الموقف غرابة من قبل. من أنت؟ وما الذي يحدث؟ يبدو لي أن هذا الحديث عن آل ثورنابي لم يكن إلا محض هراء. لا بد أنك إنسانة خالية البال، لديك وقت فراغ قاتل، وتتمتعين بخيال خصب. يسوءني أن يخدعني أحد بهذه الطريقة، لكن أعتقد أنني أتفهم الإغراء الذي ينطوي عليه الموقف. أعتقد أنك مدينة لي بتوضيح ما إذا كان تفسيري للوقائع صحيحا أم لا، وما إذا كان تصرفك هذا محض مزاح لا أكثر، أم أنني أتعامل مع «خبيرة موضة» من العالم الآخر (من أين حصلت على هذه اللمسة، أم أن هذه هي الحقيقة)؟

Bog aan la aqoon