بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما عونك اللهم
الحمد لله أحكم في تدبيره، وأتقن في تصويره، وأنفذ الأمور بمشيئته وتقديره، وآثر هذه الأمة بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم الذي ابتعثه ضياء وسراجا، وأرسله بالملة البيضاء التي لم يجعل لها زيغا ولا اعوجاجا، فصلى الله عليه صلاة تتعاقب عليه بالغدو والرواح، وتتكفل لنا في كل أمر نحاوله بالظفر والنجاح، أما بعد:
رحمنا الله وإياكم، فإني ذكرت في كتابي هذا أسماء شيوخ مالك ابن أنس الذين روى عنهم الآثار المذكورة في كتاب التلخيص المستخرجة من موطأ مالك بن أنس -رواية يحيى بن يحيى الليثي القرطبي، وذكرت فيه أنسابهم وبلدانهم، وعمن رووا ومن روى عنهم مع مالك بن أنس، وابتدأت فيه بذكر مالك بن أنس -رحمه الله- ونسبه ومبلغ سنه ووقت وفاته وثناء العلماء عليه، والله تعالى أسأله العون على ذلك، وأستغفره من الخطأ والزلل، وهو حسبي ونعم الوكيل.
Bogga 87
باب: ما جاء في نسب مالك بن أنس، ومولده، ووقت وفاته، وفضائله،
وثناء العلماء عليه
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان، أبو عبد الله الأصبحي المدني، من ذي أصبح من حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، حليف لعثمان بن عبيد الله القرشي التيمي المدني، أخي طلحة بن عبيد الله التيمي.
وأمه العالية ابنة شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية.
يقال: إنه ولد في سنة أربع وتسعين، وقال الواقدي: ((توفي بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة)).
وقال البخاري: ((قال عبد الله بن أبي الأسود: مات مالك سنة تسع وسبعين ومائة)).
Bogga 88
وذكر الغلابي، عن أحمد بن حنبل مثله.
أخرج له البخاري ومسلم في الصحيحين، وهو ثقة، قاله يحيى، وابن صالح، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم.
زاد أبو حاتم: ((إمام أهل الحجاز)).
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: ((رأيت في كتاب علي بن المديني، قال يحيى بن سعيد: مالك بن أنس إمام في الحديث)).
Bogga 89
وقال البخاري: ((قال يحيى بن سعيد : كان مالك إماما في الحديث)).
وقال أبو عبد الرحمن النسوي: ((ما عندي أحد بعد التابعين أنبل من مالك بن أنس، ولا أجل منه، ولا أوثق ولا آمن على الحديث منه)).
وقال: ((كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة، ما خلا عمرو ابن أبي عمرو، وشريك بن أبي نمر، فإن في حديثهما شيئا، ولا نعلمه روى عن أحد من المتروكين إلا عبد الكريم بن أبي المخارق البصري، وكنيته أبو أمية، وأحسبه غره منه فقهه وعربيته)).
Bogga 90
وذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي قال: ((وسمعت أبا بكر يقول -وقد سئل عن الأوزاعي وعن من كان في عصره-، فقال: قال أحمد: كان مالك بالمدينة، وكان سفيان بالكوفة، وكان الليث بمصر، وكان الأوزاعي بالشام)).
وقال أبو عيسى الترمذي: نا عمرو بن علي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((الأئمة أربعة: سفيان الثوري، ومالك ابن أنس، والأوزاعي، وحماد بن زيد)).
وقال أبو عبد الرحمن النسوي: ((أمناء الله على علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: شعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، ويحيى بن سعيد القطان)).
وقال النسوي أيضا: ((ما عندي أوثق ولا آمن على الحديث من مالك بن أنس، ثم إليه شعبة في الحديث، ثم يحيى بن سعيد القطان، وليس أحد بعد التابعين آمن على الحديث من هؤلاء الثلاثة، ولا أقل رواية عن الضعفاء من هؤلاء)).
Bogga 91
وقال يونس بن عبد الأعلى الصدفي: سمعت الشافعي يقول: ((مالك وابن عيينة القرينان، ولولا مالك وابن عيينة ذهب علم الحجاز)).
وقال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: ((الحجة على المسلمين الذي ليس فيهم لبس: سفيان الثوري، وشعبة، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد)).
وقال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: قال محمد بن نصر: ((ذاكرت يحيى -يعني القطان- مالكا، فقال لي: نجم أهل الحديث المتوقف عن الضعفاء، الناقل عن أولاد المهاجرين والأنصار)).
وقال أبو جعفر: وسألت أبا عبد الله: ((من كان الحفاظ من أصحاب الزهري؟ فقال: مالك بن أنس، ومعمر، وسفيان بن عيينة)).
وقال ابن أبي حاتم: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى ابن معين أنه قال: ((مالك بن أنس ثقة، وهو أثبت في نافع من أيوب وعبيد الله بن عمر وليث بن سعد، وغيرهم)).
Bogga 92
وقال أيضا: سمعت أبي يقول: ((مالك بن أنس ثقة، إمام أهل الحجاز، وهو أثبت أصحاب الزهري، [وابن عيينة]، وإذا خالفوا مالكا من أهل الحجاز حكم لمالك، ومالك نقي الحديث، وهو أنقى حديثا من الثوري والأوزاعي، و[أمر] في الزهري من ابن عيينة، وأقل خطأ منه، وأقوى من معمر وابن أبي ذئب)).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: ((أيما أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء)).
وقال عمرو بن علي الصيرفي: ((أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف فيه: مالك بن أنس)).
وقال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((كان وهيب لا يعدل بمالك أحدا)).
وذكر عثمان الدارمي أنه سأل يحيى بن معين عن أصحاب الزهري: ((قلت له: معمر أحب إليك في الزهري أو مالك؟ فقال:
Bogga 93
مالك. قلت: فيونس وعقيل أحب إليك أم مالك؟ قال: مالك. قلت له: فمالك أحب إليك عن نافع أو عبيد الله؟ فقال: كلاهما ولم يفضل)).
وقال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سمعت ابن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ((لما مات مالك بن أنس أخرجت كتبه، فأصيب فيها قنداق عن ابن عمر ليس في الموطأ منه إلا حديثان)).
قال أبو جعفر: وسئل يحيى: من الثبت في مالك في الحديث؟ فقال: ((القعنبي وهو عبد الله، ومعن بن عيسى القزاز أبو يحيى، كان يقول: حدثني مالك. فقيل له: كيف يقول: حدثني، وإنما كان يقرأ عليه؟ قال: كنت أستخرج الحديث في رقاع ثم أقول له: يا أبا عبد الله: اقرأ هذا الحديث علي، فكان إذا فعل تركته أياما ثم جئت برقعة أخرى، فمن ها هنا أقول: حدثني. قال يحيى: وعبد الله بن نافع ثبت فيه)).
Bogga 94
ونقل أبو نعيم -ممن عني بالحديث- قال : ((مالك بن أنس إمام من أئمة المسلمين، وعلم من أعلامهم، وفقيه من فقهائهم، وهو عندهم ثقة حجة في ما نقل وحمل من أثر في الدين)).
قال البخاري: ((عن علي بن المديني: له نحو ألف حديث)).
وذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي قال: ((وسألت ابن معين قلت: يا أبا زكريا، مالك بن أنس قل حديثه؟ قال: لكثرة تمييزه)).
قال أبو جعفر: وقال محمد بن نصر: ((بلغني أن مالك بن أنس قال: أدركت أقواما صالحين لهم فضل وعبادة مع سن، وما منعني أن أكتب عنهم إلا أنهم كانوا ذوي غفلة)).
وقال البرقي: أنا عمرو بن أبي سلمة، عن ابن كنانة، عن مالك بن أنس قال: ((ربما جلس إلينا الشيخ فتحدث جل نهاره، ما نأخذ عنه حديثا واحدا، ما كنا نتهمه، ولكنه ليس من أصحاب الحديث)).
Bogga 95
وقال ابن أبي خيثمة: نا عبيد الله بن عمر، قال: ((كنا عند حماد بن زيد، فجاء نعي مالك بن أنس، فبكى حماد حتى جعل يمسح عينيه بخرقة كانت معه، ثم قال: يرحم الله أبا عبد الله، كان من الإسلام بمكان)).
وقال أيضا ابن أبي خيثمة: نا أبو عبد الله محمد بن مصعب بن عبد الله: حدثني أبي، عن أبيه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ابن العوام، قال: ((ذكر لعامر بن عبد الله بن الزبير: أبو مالك بن أنس وأعمامه وأهل بيته فقال: أما إنهم من اليمن، أما إنهم من العرب، ذووا قرابة بالنضر بن يريم)).
Bogga 96
روى عن مالك بن أنس خلق كثير من أهل الحجاز، وأهل العراق، وخراسان، واليمن، والشام، ومن أهل مصر، والمغرب، والأندلس، فممن روى عنه، سفيان بن سعيد الثوري، وشعبة بن الحجاج العتكي، وسفيان ابن عيينة الهلالي، والليث بن سعد الفهمي ووهيب بن خالد البصري، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي البصري، ووكيع بن الجراح الكوفي، وعبد الله بن المبارك المروزي، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، وأبو نعيم الفضل بن دكين الملائي، وروح ابن عبادة القيسي، وبشر بن عمر الزهراني، وأبو عاصم الضحاك، بن مخلد الشيباني النبيل، وعبد الله بن وهب المصري، وعبد الرحمن بن القاسم المصري، ومعن بن عيسى القزاز المدني، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن يحيى الأندلسي القرطبي، ويحيى ابن عبد الله بن بكير المصري، وغيرهم.
وقد روى عنه من شيوخه جماعة، منهم: يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، ويزيد بن عبد الله بن الهادي الليثي المدني، وزيد بن أبي أنيسة الجزري الرهاوي.
وروى سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يأتي على الناس زمان يضربوا أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة)).
Bogga 97
قال أبو عيسى الترمذي: ((وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا ((من عالم المدينة)): ((إنه مالك بن أنس))، قال: وسمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق: ((هو مالك بن أنس)).
Bogga 98
ويروى أن الفقيه أبا إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي مولاهم الأندلسي الطليطلي دخل على أمير المؤمنين الحكم المستنصر بالله ابن عبد الرحمن الناصر فتذاكرا أبوابا من العلم وأخبار السلف، إلى أن وقع الحكم في رجل من أكابر أهل قرطبة، فتنقصه، فسكت عنه أبو إبراهيم ونكس رأسه، ولم يأخذ معه في شيء من ذكر الرجل، فوجم الحكم لذلك وعز عليه أن لم يتابعه في ذمه، ثم رجعا إلى ما كانا عليه من ذكر الصالحين، فانبعث معه أبو إبراهيم في ما استطرد من ذلك، ثم عدل إلى ذكر الرجل الذي كان وقع فيه، فسبه، وأطرق أبو إبراهيم عنه، وعاد إلى ما كان فعله أولا من الإطراق والوجوم، فأقصر الحكم مضطرا وأعرض عن الإنكار على أبي إبراهيم، وراقه ملكه لنفسه وخزنه لسانه، وأنشد متمثلا:
يأبى الجواب فما يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
Bogga 99
هدي العليم وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان ثم قال: فيمن قيل هذا يا إسحاق؟ فقال: في مالك بن أنس رضي الله عنه، قاله فيه عبد الله بن سالم الخياط بالمدينة، ثم قال له الحكم: هل تعرف لغيره في ذلك رحمه الله مثل هذا؟ فقال: لا يا أمير المؤمنين. فقال: بل لأبر من ابن سالم وأتقى؛ عبد الله بن المبارك يقول فيه:
صموت إذا ما الصمت زين أهله ... وفتاق أبكار الكلام المختم
وعى ما وعى القرآن من كل حكمة ... وسيطت له الآداب باللحم والدم
فقال له أبو إبراهيم: لا زلنا نفاد من أمير المؤمنين الحكمة، ونزاد بإقباسه في المعرفة، فزاده الله من نعمه المتوالية)).
وروي عن بشر بن بكر التنيسي أنه قال: رأيت الأوزاعي في المنام مع جماعة من العلماء في الجنة، فقلت: وأين مالك بن أنس؟ فقال: رفع. فقلت: بماذا؟ قال: بصدقه)).
Bogga 100
وروي عن عبد الله بن مصعب الزبيري أنه قال: ((كنت جالسا مع مالك بن أنس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فقال: أيكم أبو عبد الله مالك؟ فقيل له: هذا، فجاء فسلم عليه، واعتنقه وقبل بين عينيه، وضمه إلى صدره، وقال: والله لقد رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في هذا الموضع فقال: علي بمالك، فأتي بك وأنت ترعد فرائصك، فقال لك: ليس بك بأس يا أبا عبد الله، وكناك، وقال لك: اجلس، فجلست، فقال: افتح حجرك، ففتحه، فملأه مسكا منثورا، وقال: ضمه إلى صدرك وبثه في أمتي، قال: فبكى مالك رحمه الله بكاء طويلا، وقال: الرؤيا بشرى، وإن صدقت رؤياك فهو العلم الذي أودعني الله)).
وقد ذكر بعضهم أن مولد مالك سنة ثلاث وتسعين، وتوفي بالمدينة لعشر خلون من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة، وغسله ابن كنانة، وسعيد بن داود، قال يحيى: ((وكنت أنا وابنه يحيى نصب الماء عليه))، وأنزله في قبره جماعة.
وكان له أربعة من الولد: يحيى، ومحمد، وإبراهيم، وحماد، فأما يحيى وإبراهيم فلم يوص بهما إلى أحد ، وأما محمد وحماد فأوصى بهما إلى إبراهيم بن حبيب، وأوصى أن يكفن في ثياب بيض، ويصلى عليه في موضع الجنائز، فصلى عليه محمد بن عبد العزيز العباسي من ولد عبد الله ابن عباس، وكان واليا على المدينة، وبلغ كفنه خمسة دنانير، ودفن بالبقيع، وله يوم مات خمس وثمانون سنة.
Bogga 101
وروي عن سحنون بن سعيد أنه قال: ((توفي مالك وهو ابن سبع وثمانين سنة، وأقام بالمدينة مقيما بين أظهرهم ستين سنة)).
وقيل: إن أمه حملته سنتين، وقيل: ثلاث سنين، كل ذلك أقام في بطن أمه)).
وكان -رحمه الله- أشقر، شديد البياض، كبير الرأس، أصلع، ولم يكن بالطويل، وقد ذكر بعضهم أنه كان طويلا عظيم الهامة، يلبس الثياب العدنية الجياد، وكان لا يخرج إلى المسجد حتى يتوضأ ويتطيب بالطيب، وكان يجلس في منزل له على ضجاع، وله نمارق مطروحة يمنة ويسرة.
Bogga 102
قال أحمد بن خالد القرطبي: سمعت إبراهيم بن محمد بن باز يقول: ((والله الذي لا إله إلا هو ما رأيت أوقر من يحيى بن يحيى، ما رأيته يبزق ولا يسعل في مجلسه ولا يتحرك عن حاله، وكان أخذ برأي مالك بن أنس وسمته رحمهما الله)).
Bogga 103
حرف الألف
في أسماء شيوخ مالك بن أنس الأصبحي رحمه الله
من اسمه إبراهيم
1- إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش المطرقي المدني:
مولى الزبير بن العوام الأسدي، وقيل: مولى أم مخلد بنت خالد ابن سعيد بن العاصي الأموي، والأول أكثر وأشهر، وهو أخو محمد وموسى ابني عقبة.
قال الواقدي: ((هو أكبر من موسى ومات قبله)).
روى عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاصي، وعن سعيد ابن المسيب المخزومي، وعروة بن الزبير بن العوام الأسدي، وعمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي، وكريب مولى ابن عباس، وعامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، وأبي عبد الله دينار القراظ، وغيرهم.
Bogga 104
روى عنه سفيان بن سعيد الثوري، ومحمد بن إسحاق المطلبي، ومعمر بن راشد الأزدي، وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن زيد ابن درهم الأزدي، وغيرهم.
وذكر ابن أبي حاتم أنه سأل عنه أباه فقال: ((صالح لا بأس به، قال: قلت: يحتج بحديثه؟ قال: يكتب حديثه)).
أخرج عن إبراهيم بن عقبة هذا مسلم، وهو ثقة، قاله أحمد بن حنبل، وابن معين، والنسوي، وأبو عمر النمري، وغيرهم.
زاد النمري: ((وهو حجة عندهم فيما حمل ونقل، وهو أسنن من موسى ابن عقبة، ومحمد بن عقبة أسن منه، وأكثرهم حديثا موسى، وكلهم ثقة)).
وذكر أبو داود السجستاني عن يحيى بن معين قال: ((موسى أكثرهم حديثا، ومحمد أكبرهم، قال: ومحمد وإبراهيم أثبت من موسى)).
Bogga 105
وخرج ابن الجارود عبدالله بن علي: نا ابن المقرئ قال: نا سفيان عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس: (( أن امرأة رفعت صبيا من محفة، فقالت: يا رسول الله، هل لهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر)).
2- إبراهيم بن أبي عبلة:
-واسم أبي عبلة شمر- ابن يقظان بن المرتحل أبو إسماعيل، ويقال: أبو العباس، ويقال: أبو إسحاق العقيلي الشامي الدمشقي، وقيل: الرملي، وهو من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقيل: إنه تميمي، فالله أعلم.
يقال: إنه توفي سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة.
Bogga 106