2- ..........
قتالا شديدا، فقتل السميدع، وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا، لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجيادا أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت قيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب (49) وطبخوا القدور فسمي الطابخ.
قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا (50) ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما بغوا بمكة، فاستحلوا حراما من الحرمة، فظلموا من دخلها، وأكلوا مال الكعبة، وكانت مكة تسمى النساسة لا تقر ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته. فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة، فآذنوهم بالقتال، فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا هم إن جرهما عبادك،
الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربع واسطا مجنوا به
إلى السر من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنا أهلها فأبادنا
صروف الليالي الجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة
بها الجوع باد والعدو المحاصر
وكنا ولاة البيت من بعد نابت
نطوف بباب البيت والخير ظاهر
Bogga 87