Hubka Nukliyeerka: Hordhac Gaaban
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
تركز النقاش حول ما إذا كانت هناك حاجة لمثل هذا السلاح، وحول مدى أخلاقية تصنيعه، وحول أثر تطويره على العلاقات مع موسكو. تسبب النقاش في إشاعة جو من المرارة، وفي النهاية أدى إلى انقسام ليس فقط في صفوف صناع السياسات، بل في صفوف علماء الذرة أنفسهم. وفي يناير 1950 استقبل ترومان وفدا برئاسة دين أتشيسون - وزير الخارجية وقتها - مؤيدا لتطوير القنبلة الهيدروجينية. وبعد اجتماع استمر سبع دقائق وحسب، قرر الرئيس الاستمرار في الأبحاث، رغم عدم وجود أدلة ملموسة على أن القنبلة الهيدروجينية من المؤكد أن يتم بناؤها بالفعل، ورغم أن عددا من العلماء زعم أنه يستحيل بناؤها. بل ونادى كثيرون غيرهم، من بينهم جيمس كونانت وجيه روبرت أوبنهايمر - الفيزيائي الذي ترأس فريق لوس ألاموس خلال مشروع مانهاتن - بأن بناء هذه القنبلة أمر غير ضروري. بل إن ألبرت أينشتاين عارض تطوير القنبلة الهيدروجينية علانية قائلا:
إن فكرة تحقيق الأمن عن طريق التسليح القومي هي - في ظل الحالة الراهنة للأساليب العسكرية - وهم مدمر ... وإن سباق التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي - المفترض به أساسا أن يكون إجراء وقائيا - بات يحمل طبيعة هيستيرية.
وقد أكدت اللجنة الاستشارية التابعة للجنة الطاقة الذرية على أن القنبلة الهيدروجينية الهدف منها أن تستخدم في الإبادة الجماعية، ولا شيء آخر:
من شأن استخدام هذا السلاح أن يتسبب في إزهاق عدد لا يحصى من الأرواح البشرية؛ فهو ليس سلاحا يمكن استخدامه فقط في تدمير المنشآت المادية ذات الأغراض العسكرية أو نصف العسكرية. ومن ثم فإن استخدامه يعزز سياسة إبادة التجمعات السكانية المدنية أكثر بكثير مما تفعل القنبلة الذرية نفسها.
لم يكشف بيان ترومان الذي أفصح من خلاله عن توجيهاته عن الجدال الذي شاب المناقشات عالية السرية التي جرت في الكواليس. ففي بيان هزيل مختصر تضمن الدعوة لمزيد من السيطرة الدولية على الأسلحة الذرية أعلن ترومان أنه:
من مسئولياتي بوصفي القائد الأعلى للقوات المسلحة أن أحرص على أن يكون بلدنا قادرا على الدفاع عن نفسه ضد أي معتد محتمل. ومن ثم، فقد أصدرت توجيهاتي للجنة الطاقة الذرية بأن تواصل عملها على كل أشكال الأسلحة الذرية، بما في ذلك ما يسمى القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة الخارقة. وشأن كل الأعمال الأخرى في مجال الأسلحة الذرية، يتم العمل الآن ومستقبلا على أساس يتفق مع الأهداف الشاملة لبرنامج السلم والأمن الخاص بنا.
كان قرارا جللا، يعبد الطريق للثورة النووية الحرارية وسباق التسلح الذي صاحبها.
أملى إحساس الضرورة القصوى التصرف بسرعة. لذا بعد أسابيع قليلة من إعلان ترومان، طلب لويس جونسون - بتشجيع من هيئة الأركان المشتركة - «التنفيذ الفوري لعملية تطوير شاملة للقنابل الهيدروجينية ووسائل إنتاجها وإلقائها». ومع بداية مارس من عام 1950 ارتقى برنامج الأسلحة النووية الحرارية إلى مرتبة «الأمور ذات الأولوية القصوى».
وفي اليوم عينه الذي أمر فيه ترومان بتطوير القنبلة الهيدروجينية، أعطى أيضا تعليماته لكل من أتشيسون ولويس جونسون بتقييم التهديد السوفييتي في ضوء القدرة الذرية السوفييتية الوليدة وتطورات الحرب الباردة الأخيرة. وتحت توجيه بول إتش نيتز، خلف كينان في منصب مدير هيئة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية، صاغت مجموعة من مسئولي وزارتي الدفاع والخارجية بيانا شاملا لاستراتيجية للأمن القومي وقدمته إلى الرئيس في أوائل أبريل عام 1950. هذه الوثيقة - التي عرفت باسمها البيروقراطي: تقرير مجلس الأمن القومي رقم 68 «أهداف الولايات المتحدة وبرامجها للأمن القومي» - أثارت المخاوف على نحو متعمد، ودعت إلى حشد ضخم للموارد وإلى استراتيجية أكثر خشونة بما يتماشى معه. وبلهجتها الملحة وتوصياتها السياسية الجافة المتسمة بطابع الصقور، عكست هذه الوثيقة تغيرا في الاتجاه من حيث السياسات المتبعة، لكن جوهرها عبر عن آراء الكثيرين من صناع السياسات بواشنطن، تلك الآراء التي ظلت تختمر لفترة من الوقت.
كان تقرير مجلس الأمن القومي رقم 68 مهتما بالأساس بمشكلة «أسلحة الدمار الشامل» (وهو أول تقرير يستخدم هذا المصطلح في الوثائق الخاصة بالسياسات). وقد قدر التقرير أنه «في غضون السنوات الأربع القادمة سيحوز الاتحاد السوفييتي القدرة على إلحاق ضرر بالغ بمراكز حيوية داخل الولايات المتحدة، شريطة أن يوجه الضربة الأولى، وشريطة أيضا أن لا تواجه الضربة برد أكثر فعالية مما نملك حاليا.» وقد حذر التقرير أنه ما إن يملك الاتحاد السوفييتي «قدرة ذرية كافية لشن هجوم مفاجئ علينا، ودحض تفوقنا الذري، وإنشاء موقف عسكري في صالحه على نحو حاسم، قد يقع الكرملين فريسة إغراء توجيه ضربة سريعة وبطريقة سرية.» في هذه الظروف ، وفي ضوء أن إجراءات السيطرة الدولية على الطاقة الذرية ليس من المتوقع أن يكون لها وجود يذكر، رأى نيتز ورفاقه أن الولايات المتحدة لا تملك خيارا آخر تقريبا خلا زيادة قدراتها الذرية والنووية الحرارية إن أمكن، وذلك بأسرع ما يمكنها. ينبغي زيادة مخزون الأسلحة الذرية بسرعة، وينبغي الاستمرار في برنامج القنبلة الهيدروجينية بوتيرة أسرع وأسرع.
Bog aan la aqoon