Asalka Nidaamka Qoyska, Dawladda, iyo Hantida Shakhsiga ah

Fariidriik Ingels d. 1375 AH
33

Asalka Nidaamka Qoyska, Dawladda, iyo Hantida Shakhsiga ah

أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية

Noocyada

لكل قبيلة أفكارها الدينية المشتركة وطقوسها . «وقد أصبح الهنود الأمريكيون شعبا متدينا بناء على الموضة التي سادت الشعوب في عصر البربرية.» ولم يقم أحد بدراسة أفكارهم الدينية دراسة دقيقة إلى الآن، وكل معلوماتنا عن هذه الأفكار هي إيمانهم بالأرواح من كل نوع. ولم تكن تماثيل الآلهة أو الأصنام قد عرفت عندهم بعد إذ كانوا لا يزالون في المرحلة الدنيا للبربرية، وكانوا يؤمنون بتعدد الآلهة. وقد كان لكل قبيلة احتفالاتها الدينية الخاصة بها، وخصوصا حفلات الرقص والمباريات. وقد كان الرقص بصفة خاصة جزءا أساسيا في كل الحفلات الدينية لدى الهنود. (6)

كان هناك مجلس قبلي للشئون العامة يتكون من زعماء الفروع المختلفة وقوادها الحربيين. وكان المجلس يعقد علنا ويحيط به باقي أعضاء القبيلة الذين كان لهم حق الاشتراك في المناقشات وعرض آرائهم، على أن يتخذ المجلس القرار. وكان من حق أي شخص من الموجودين مخاطبة المجلس، وحتى النساء كن يستطعن عرض آرائهن عن طريق رجل يتكلم باسمهن ويقمن باختياره. وكان على كل فرد من الإيروكيوس أن يقبل قرار المجلس دون اعتراض (كما كان الحال في وحدات المارك الألمانية). وكان تنظيم العلاقات مع القبائل الأخرى من أهم واجبات المجلس، وكان يرسل السفارات إلى القبائل الأخرى ويستقبل سفاراتها، ويعلن الحرب ويعقد الصلح. وعندما كانت الحرب تشتعل كان المحاربون من المتطوعين. وكانت كل قبيلة تعتبر من حيث المبدأ في حالة حرب مع القبائل الأخرى التي لم يعقد معها ميثاق سلام. وكانت الحملات الحربية ضد مثل هؤلاء الأعداء تنظم في معظمها عن طريق عدد قليل من المحاربين الممتازين. وكان التنظيم يتم بأن تقام رقصة الحرب، ومن يشترك في هذه الرقصة يعتبر متطوعا في الحملة، ثم تنظم على الفور حملة عسكرية وترحل الحملة دون تأخير. وعندما كان عدو يهاجم إقليم القبيلة كان الدفاع عنه ينظم بنفس الطريقة بواسطة المتطوعين. وكان رحيل الحملات العسكرية وعودتها من مناسبات الحفلات العامة. ولم يكن إذن المجلس القبلي ضروريا لتنظيم الحملات الحربية؛ فقد كانت مثل الحملات الحربية الخاصة للنبلاء الألمان كما وصفها تاسيتس، مع وجود فارق واحد ، هو أنه عند الألمان كانت مجموعة النبلاء قد اتخذت طابعا دائما، وكونت وحدة منظمة في أوقات السلم، التفت حولها فرق المتطوعين لتكون معدة وقت الحرب. وكان يندر أن تكون الحملات الحربية كبيرة العدد أو قوية. وعندما كانت عدة فرق من هذه الحملات تتجمع لغرض هام كانت كل فرقة تطيع قائدها الخاص وحده، وكان توحيد خطة المجتمعين يتم عن طريق مجلس من القادة. وكانت هذه هي نفس طريقة الحرب التي اتبعها الألمان في حوض الرين الأعلى في القرن الرابع الميلادي كما وصفها أميانس مارسيلينس. (7)

ولبعض القبائل رئيس عام ذو اختصاصات قليلة وهو في الوقت نفسه أحد زعماء الفروع؛ ولهذا الرئيس في الحالات التي تستدعي قرارا سريعا أن يتخذ قرارا لحين اجتماع مجلس القبيلة واتخاذه لقرار نهائي. ولم يتطور هذا الاختصاص لدى الهنود حتى يصبح منصبا رسميا في ظل سلطة تنفيذية، وسنرى فيما بعد أن منصب القائد العسكري هو الذي تطور حتى أصبح رئيس دولة في معظم الحالات.

ولم تتعد الأغلبية العظمى للهنود الأمريكيين المرحلة القبلية الكاملة التي يتكون المجتمع فيها من قبائل عديدة يفصل بينها الحدود، وتستمر هذه القبائل في الضعف نتيجة الحروب المستمرة بينها. ورغم أن القبائل الهندية كانت تشغل مساحة فسيحة جدا في أمريكا إلا أن عددها كان قليلا. وكانت الأحلاف التي تضطرهم إليها الظروف الوقتية تعقد بين القبائل المرتبطة بروابط الدم، ثم تنحل هذه الأحلاف بانقضاء الضرورة. وفي بعض المناطق توصلت القبائل المرتبطة بروابط الدم (والتي كانت في الأصل قبيلة واحدة ثم انقسمت)، توصلت هذه القبائل إلى عقد اتحاد عام دائم؛ فخطت بذلك الخطوة الأولى نحو تكوين أمة. وفي الولايات المتحدة نجد أكثر أشكال هذا الاتحاد تقدما هو اتحاد القبائل الإيروكيوسية؛ فقد هاجر الإيروكيوس من أرضهم الأصلية غرب نهر المسيسبي، حيث يحتمل أنهم كانوا فرعا من سلالة داكوتا الكبرى، واستقروا بعد كثير من التنقل في ولاية نيويورك الحالية. وكانوا منقسمين إلى خمس قبائل، هي: السينيكاس، والكايوجاس، والأونونداجاس، والأونيداس، والموهاوكس. وكانوا يعيشون على صيد الأسماك وإنتاج الغابات، وكانوا يسكنون قرى محاطة في الغالب بأسوار خشبية.

ولم يكن عددهم يزيد عن عشرين ألفا، وكان لديهم عدد من الفروع المشتركة بين كل القبائل الخمسة. ولما بدأ البيض في غزو هذه الأراضي كان من الطبيعي أن تتعاون هذه القبائل لمقاومتهم. وعند بداية القرن الخامس عشر الميلادي على الأكثر تطور هذا التعاون إلى عصبة دائمة منظمة واتحاد شعر بقوته الجديدة، فبدأ فورا العمل العدواني بكل قوته التي بلغت ألفا وستمائة وخمسة وسبعون مقاتلا، فقهر مساحات واسعة من الأرض المحيطة به وطرد بعض المقيمين بها وأرغم الآخرين على دفع الجزية، وقد كان الاتحاد الإيروكيوس أكثر التنظيمات الاجتماعية تقدما لدى الهنود الذين لم يخرجوا من المرحلة الدنيا للبربرية (مع استثناء المكسيكيين والمكسيكيين الجدد وأهل بيرو). وكانت الخواص الرئيسية للاتحاد هي: (1)

حلف دائم من القبائل الخمس المرتبطة بروابط الدم على أساس من المساواة التامة والاستقلال في كل الشئون الداخلية لكل قبيلة، وقد كانت القرابة في الدم هي الأساس الحقيقي للاتحاد. وبين القبائل الخمس كانت ثلاثة منها تسمى القبائل الآباء وتعتبر أخوة فيما بينها، وكانت القبيلتين الأخريين تسميان القبائل الأبناء وتعتبران أخوين فيما بينهما. ويوجد ممثلون دائمون لأقدم ثلاثة فروع في هذه القبائل لدى كل القبائل الخمسة ولثلاثة فروع أخرى ممثلين لدى ثلاثة قبائل. وكانت اللغة المشتركة (مع اختلاف اللهجات) هي التعبير عن وحدة الأصل والدليل عليه. (2)

كان جهاز الاتحاد هو مجلس اتحادي مكون من خمسين زعيما متساوين في المرتبة، وكان هذا المجلس يبت في كل الأمور الخاصة بالاتحاد. (3)

وعند تأسيس الاتحاد وزع هؤلاء الخمسون زعيما بين القبائل والفروع ليشغلوا مناصب جديدة أنشئت خصيصا لخدمة أغراض الاتحاد. وكانت الفروع تعيد انتخاب هؤلاء الزعماء من جديد كلما خلا منصب كما كان يمكن عزلهم. وكان الحق في إقرار انتخابهم من اختصاص المجلس الاتحادي. (4)

وكان هؤلاء الزعماء الاتحاديين زعماء في قبائلهم أيضا، وكان لكل منهم مقعد وصوت في المجلس القبلي. (5)

وكان يجب أن تصدر قرارات المجلس الاتحادي بالإجماع. (6)

Bog aan la aqoon