فأطرق الدكتور وأغضى عن الإجابة، ثم أراد تغيير الحديث فسأله عن فدوى وماذا جرى بها بعدما كلمه عنها، فأخبره أنها كانت مستريحة قليلا، ويظهر لي الآن أنها آنست بكم ونسيت هواجسها.
فقال الدكتور: إذا كان منزلنا يفيدها، فمرحبا بها، فلتقم عندنا ما شاءت، فأثنى الباشا على الدكتور واعتذر عن عدم استطاعته ذلك.
وبعد تناول الغداء وشرب القهوة، استأذن الباشا في الانصراف، فألح عليه بالبقاء، فاعتذر فودعه، وهكذا فعلت امرأة الحكيم بفدوى، وخرج الاثنان وركبا العربة، وركب بخيت، وسارت بهم عائدين إلى الفندق.
الفصل الثامن والستون
طنوس العربجي
وكانا في أثناء الطريق يتحادثان بما لاقياه من حسن الوفادة.
وفيما العربة سائرة وصلت بهما إلى القرب من بناء كبير عرفا أنه مدرسة طبية، وهناك حرنت الخيل ولم تعد تمشي، فأخذ السائق يحاول تمشيتها فلم يستطع، ولم تزدد إلا حرونا، فتحولت فدوى ووالدها منها وقال الباشا لبخيت: ادفع له الأجرة وهات لنا عربة أخرى.
فلما سمع السائق ذلك تقدم نحو الباشا وهو يترنح بمشيه قائلا: لماذا لا تركبون في عربتي؟
فقال الباشا: لأن خيلها وقفت ولم نعد نأمن من الخطر.
فقال مغضبا: لعل عربتي لا تنفع شيئا الآن.
Bog aan la aqoon