مسألة: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ ١ علام انتصب ذرية؟
الجواب: على أنه مفعول أول ليتخذوا، ووكيلا مفعول ثان أي أن لا يتخذوا ذرية من حملنا مع نوح من دوني وكيلا، وقدم المفعول الثاني لأن الأهم من الكلام النهي عن أن يتخذوا من دون الله وكيلا - لإتيان عين المتخذ، ولتناسب رؤوس الآي.
وفي الآية أقوال أخر، منها أنه منادى، وهذا إنما يحسن على قراءة من قرأ تتخذوا بالخطاب.
مسألة: ما الكفل؟
الجواب: النصيب. قال الله تعالى: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا﴾ ٢ فقيل: فلم غاير بين الآيتين. فقيل: في الأول نصيب. وفي الثاني: كفل فأجبت بأن يكون اللفظ (وتفريعه على ما يقبله) ٣ من تكرار.
فقيل: زعم بعضهم أن الكفل ليس (المتقيد به) ٤ مطلقا، وأن له النصيب من الخير، وله الكفل من الشر، فكأن ذكره في الثانية أنسب.
_________
١ سورة الإسراء من الآية ٣ وتمامها ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾، والآية التي قبلها ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا﴾ ذكرتها لتعلقها بالإعراب.
٢ سورة النساء من الآية ٨٥ وتمامها ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾ .
٣ ما بين الحاصرتين غير واضح في الأصل، ولعل الصواب ما أثبتناه.
٤ ما بين الحاصرتين غير واضح في الأصل، ولعل الصواب ما أثبتناه.
1 / 27