Waxyaabaha Aad Ka Tagtay
الأشياء التي تركتها وراءك: مختارات قصصية لجون ريفنسكروفت
Noocyada
هناك أغنية أخرى تلخص تلك الحال بالنسبة لي، أغنية تغنيها الماما المنتفخة. هي تحب موسيقاها وتغنيها أثناء تنظيف البيت. تلك الأغنية القديمة عن التاكسي الأصفر الكبير. تؤديها على نحو لا بأس به، ليس تام الإتقان، لكن بما يكفي لوضوح القصيدة والنغمة. «ألا تبدو الحياة مسرعة على الدوام، حتى أنك لا تستوعب قيمة ما امتلكت إلا بعد أن يذهب؟»
كاتب تلك الأغنية يعرف شيئا أو اثنين. خذوني مثالا، فبمجرد أن تصل إلى علامة «جنين ذي سبعة أشهر»، فإن الكلوستروفوبيا
3
تدخل بيتك فورا. خاصة إذا كنت مجبرا على مشاركة الحيز مع آخرين.
تلك هي المشكلة الكبرى لدى الشقيقة البشعة حسب ظني. هي لا تجيد فن المشاركة.
تعرفون؟ حين أولد سأتعقب ذلك الرجل (أراهن بعمري أنه ليس امرأة) الذي صمم الرحم، وسوف أضعه أمام بعض الحقائق الأساسية. لقد ارتكب عدة أخطاء برأيي المتواضع. لا أعني ضيق الحيز وحسب. بل أيضا ندرة وسائل التسلية (كتلك التي تقدمها شركات الطيران على طائراتها مثلا) ما يعد غيابها جريمة في تلك المرحلة من العمر. يا يسوع، أليس عجيبا أن كل جنين قابلته كان مختلا عقليا؟ ماذا تتوقع حين لا يكون هناك ما تفعله في تلك الأرحام المتأهبة للولادة سوى التصنت على الأصوات المكتومة لخفقان قلوب الأمهات المنتفخات، أو ربما عد قرقرات المعدة؟ وطبعا يمكنك قياس كم كبر ذراعاك وساقاك، أو يمكنك أن تمر بإصبعك على فتحة اليافوخ لتستحث مخك وتوقظه، لكن تلك الأفعال سرعان ما تمر. حتى النشوة التي تحصلها أخيرا من امتصاص إبهامك (بعد أن ينمو لك فم ليمتص، وإبهام ليمتص) لا تستمر طويلا.
المرة الوحيدة التي خفت فيها حال الضجر كانت في الماضي حين كنا جنينين في شهرنا الخامس ولم تكن شقيقتي قد تحولت بعد إلى ذلك الوحش. الماما المنتفخة أخذت ثلاثتنا إلى عيادة الطبيب وظللت طوال مدتنا هناك أتسمع إلى الأصوات. يروحون ويجيئون. الخنزيرة لم يبد عليها أنها لاحظت، لم يدهشني ذلك. فهي ليست ممن يمكن أن تعتبرهم مرهفي الحس.
كنت هناك، أطفو هنا وهناك منشغلا بأموري الخاصة حتى سمعت فجأة: «هذه المرأة بلهاء، بلهاء تماما. هذا حظي أن ...»
لم يكن صوت الخنزيرة. النبرة مختلفة، الصوت مختلف. ثم سمعت واحدا آخر. «إنه مظلم، مظلم جدا. ربما أمكنني أن أحفر نفقا ...»
استغرقت برهة لأستوعب ماذا يحدث، لكنني فهمت في النهاية. المكان لا بد مكتظ بأمهات منتفخات أخريات، العشرات منهن، وكلما مرت واحدة منهن متباطئة على مقربة منا أسمع قرقرة جنينها عن طريق موجات الفكر. تعودت على الكلام القذر الذي تطلقه شقيقتي - كان عادة عن الطعام أو عن عروسة «باربي » التي سمعت عنها في تليفزيون الماما، أو عن مدى كراهيتها لي - لكنني لم أتخيل، حتى ذلك الوقت، أن بوسعي التقاط موجات أخرى من محطات خارجية كما حدث . كان هذا محفزا طيبا لكنه في ذات الوقت مخيف جدا. صدقوني ثم الكثير من اللغط لأجنة تسبح في السوائل هناك.
Bog aan la aqoon