127

Al-Asribat iyo Doodda Dadka ee Ku Saabsan

الأشربة و ذكر اختلاف الناس فيها

Baare

د حسام البهنساوي، أستاذ علم اللغة المساعد جامعة القاهرة - كلية الدراسات العربية والإسلامية بالفيوم

Daabacaha

مكتبة زهراء الشرق

Goobta Daabacaadda

القاهرة

عن الضحاك ابن مزاجم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ كل نبيذ فسد فَلَا بَأْسَ بِهِ
وَكُلُّ نَبِيذٍ يَزْدَادُ جَوْدَةً عَلَى طُولِ التَّرْكِ فَلَا خَيْرَ فِيهِ. وَهَذَا حَلَالٌ إِنْ شَرِبْتَهُ فِي حَالِ نَشِيشِهِ أَوْ حَالِ غَلَيَانِهِ، أَوْ حَالِ سُكُونِهِ بَعْدَ الْغَلَيَانِ، إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكَثِيرَ مِنْهُ لَا يُسْكِرُ وَلَا يُطْبِقُ عَلَى الْعَقْلِ. وَإِنْ كَانَ بِالْكَثِيرِ مِنْهُ تَخَدُّرٌ وَتَفَتُّرٌ فَهُوَ مِنَ الْمَكْرُوهِ الَّذِي نَهَى رسول الله) عَنْهُ نَهْيَ التَّأْدِيبِ كَنَهْيِهِ عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، فإنَّ أَنْتَ تَرَكْتَهُ فَالْفَضِيلَةُ وَالْمَثُوبَةُ فِي تَرْكِهِ، وَإِنْ أَنْتَ شَرِبْتَهُ فَلَا جناح أن إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، غَيْرَ أَنَّكَ رَغِبْتَ عَمَّا أَدَّبَكَ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ، وَأَطَعْتَ هَوَاكَ بِمُخَالَفَتِهِ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ ﷿:) النَّبِيُّ أَوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم (يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا أَمَرَهُمْ بِأَمْرٍ وَدَعَتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ إِلَى خِلَافِهِ، كَانَتْ طَاعَتُهُ وَالْأَخْذُ بَأَدَبِهِ أَوْلَى بِهِمْ مِنْ مُتَابَعَتِهِمْ أَنْفَسَهُمْ وَمُسَاعَفَتِهِمْ أَهْوَاءَهُمْ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي شَرِبَهُ الصَّالِحُونَ وَوُصِفَ بِالصَّلَابَةِ وَالشِّدَّةِ لِخُرُوجِهِ مِنْ حَالِ الْحَلَاوَةِ، وَهُوَ الَّذِي كَانُوا يَقْطَعُونَ مَتْنَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ غَلَطَ قوم بالكيفية فشربوا المسكر،

1 / 243