قال الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذى:
١ - أخبرنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، عن أنس بن مالك، أنه سمعه يقول:
«كان رسول الله ﷺ ليس بالطّويل البائن، ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط، ولا بالسّبط، بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفّاه الله على رأس ستين سنة، وليس فى رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء».
ــ
ثلاثة أشهر وعمرها أربعون سنة، [وهدمت قريش الكعبة، وعمره خمس وثلاثون سنة] (١) وكان ينقل معهم الحجارة، ثم لّما بلغ أربعين سنة، أو أربعين يوما، أو شهرين بعثه الله رحمة للعالمين يوم الإثنين لخبر مسلم فى رمضان، وقيل: فى ربيع فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشر سنين كما سيأتى.
١ - (أخبرنا) هو كأنبأنا وحدثنا بمعنى واحد، عند مالك والبخارى ومعظم الحجازيين، والكوفيين، ومذهب الشافعى-رضى الله عنه-، وجمهور المشارقة مثله، وأكثر المحدثين، واختار مسلم أن حدثنا: لما سمع من الشيخ خاصة، وهو الأعلى وأخبرنا: لما قرئ عليه وأما أنبأنا فيكون فى الإجازة، فهو أدنى مما قبله، ومما اعتيد غالبا فى الرسم: ثنا: لحدثنا، ونا: لأخبرنا وأنبأ: لأنبأنا. واعلم أن أخبر: لازم يتعدى للمخبر عنه، وللمخبر به بالهاء، وكثيرا ما يتضمن معنى الإعلام، فيستعمل استعماله، والمخبر به هنا بسماع ربيعة لقول أنس رضى الله عنه كان رسول الله ﷺ. . . إلخ» وعند مالك وأنس، والمجرور بعن يتعلق بناقلا، دل عليه السياق حال من قتيبة، والمعنى أخبرنا قتيبة بسماع ربيعة المذكور حال كون قتيبة ناقلا لذلك السماع عن مالك بلا
_________
١ - إسناده صحيح: رواه البخارى فى «المناقب» (٣٥٤٨)، وفى «اللباس» (٥٩٠٠)، ومسلم فى «الفضائل» (٢٣٤٧)، ومالك فى «الموطأ» (٢/ ٧٠١)، وعنه محمد بن الحسن فى «موطئه» (٩٤٧)، وأحمد فى «المسند» (٣/ ٢٤٠)، والبيهقى فى «دلائل النبوة» (٧/ ٢٣٦)، كلهم من طريق ربيعة بن أبى عبد الرحمن به فذكره.
(١) ما بين [] سقط من (ش).
1 / 40