. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل فى طينته» (١) أى: طريحا ملقى قبل نفخ الروح [فيه] (٢)، وصح أيضا: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ فقال: «وآدم بين الروح والجسد» ويروى:
«كتبت»: من الكتابة، وخبر «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين» (٣).
_________
(١) رواه أحمد فى «المسند» (٤/ ١٢٧،١٢٨)، وابن أبى عاصم فى «المسند» (١/ ١٧٩)، وابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (١/ ٩٦)، والطبرانى فى «الكبير» (١٨/ ٢٥٢)، (٦٢٩،٦٣٠)، والحاكم فى «المستدرك» (٢/ ٤١٨)، والبيهقى فى «الدلائل» (١/ ٨٠،٨١)، وأبو نعيم فى «الدلائل» (ص ٢٢،٢٣)، وفى حلية الأولياء (٦/ ٨٩). قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. وقال الهيثمى فى «مجمع الزوائد» (٨/ ٢٢٣): رواه أحمد بأسانيد، وأحد رجالها رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان، قلت: ولم يجرحه أحد من علماء الجرح والتعديل.
(٢) الزيادة من النسخة (ش).
(٣) ذكره السيوطى فى «الدرر» (١٢٦)، والكنانى فى «التنزيه» (٢/ ٣٤١)، والعجلونى فى «كشف الخفاء» (٢/ ١٢٩) وقال: قال الحافظ ابن حجر فى بعض أجوبته عن الزيادة: أنها ضعيفة والذى قبلها أقوى، وقال الزركشى: لا أصل له بهذا اللفظ، وقال السيوطى: وزاد العوام: ولا آدم ولا ماء ولا طين، لا أصل له أيضا. وقال القارئ: فى تذكرة الموضوعات (ص ٨٦): يعنى بحسب مبناه وإلا فهو صحيح باعتبار معناه. فائدة: قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية قدس الله روحه: وأما ما يرويه هؤلاء الجهال: كابن عربى فى الفصوص وغيره من جهال العامة «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين»، «كنت نبيا ولا آدم لا ماء ولا طين». فهذا لا أصل له ولم يروه أحد من أهل العلم الصادقين، ولا هو فى شىء من كتب العلم المعتمدة بهذا اللفظ بل هو باطل! فإن آدم لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الله خلقه من تراب، وخلط التراب بالماء حتى صار طينا، وأيبس الطين حتى صار صلصالا كالفخار، فلم يكن له حال بين الماء والطين مركب من الماء والطين، ولو قيل: بين الماء والتراب لكان أبعد عن المحال، مع أن هذه الحال لا اختصاص لها، وإنما قال: «بين الروح والجسد» وقال: «وإن آدم لمنجدل فى طينته» لأن جسد آدم بقى أربعين سنة قبل نفخ الروح فيه كما قال الله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى اَلْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ اَلدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا الآية. . . وقال أيضا: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصالٍ الآيتين. وقال تعالى: اَلَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ اَلْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ الآيتين، وقال تعالى: إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ. الآية، والأحاديث فى خلق آدم ونفخ الروح فيه مشهورة فى كتب الحديث والتفسير وغيرهما. وانظر بقية كلامه فيما يتعلق بالمسألة: مجموع الفتاوى (٢/ ١٤٧،١٤٨).
1 / 33