قال زهير:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
وما مواعيدها إلا الأباطيل
وقال ابن السكيت: المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك، شبهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره.
وقال بعض العلماء: المثل جملة من القول تشتهر فتنقل عما وردت فيه إلى كل ما يصح قصده بها من غير تغيير يلحقها، والمثل أحد قسمي الاستعارة التمثيلية؛ ولذا تعرض له علماء البيان، قال في المفتاح في مبحث التشبيه: إن التشبيه التمثيلي متى فشا استعماله على سبيل الاستعارة لا غير؛ سمي مثلا، ولورود الأمثال على سبيل الاستعارة لا تغير. وقال في مبحث الاستعارة: ومن الأمثلة استعارة وصف إحدى صورتين منتزعتين من أمور لوصف الأخرى، مثل أن تجد إنسانا استفتي في مسألة فيهم تارة بإطلاق اللسان ليجيب ولا يهم أخرى، فتأخذ صورة تردده هذا، فتشبهها بصورة تردد إنسان قام ليذهب في أمر، فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا وتارة لا يريد فيؤخر أخرى، ثم تدخل صورة المشبه في صورة المشبه به، وما للمبالغة في التشبيه فتكسوها وصف المشبه به من غير تغيير فيه بوجه من الوجوه، على سبيل الاستعارة قائلا: أراك أيها المفتي تقدم رجلا وتؤخر أخرى. وهذا نسميه التمثيل على سبيل الاستعارة. ولكون الأمثال كلها تمثيلات على سبيل الاستعارة لا يجد التغيير إليها سبيلا. ا.ه.
هذا هو المثل في عرف أهل البيان. وقد يطلق المثل على ما هو أعم من ذلك، فيدخل فيه مثل: الرفق يمن، والمرء عدو لما جهل، والحر حر وإن مسه الضر، إلى غير ذلك مما اشتمل على حكمة باهرة. ومثل فلان أجود من حاتم وأحلم من الأحنف وأزكى من إياس، إلى غير ذلك مما يشبهها.
وقال في لسان العرب: المثل الشيء الذي يضرب بشيء مثلا فيجعل مثله. وفي الصحاح: ما يضرب به من الأمثال. قال الجوهري: ومثل الشيء أيضا صفته، قال ابن سيده: وقوله عز من قائل:
مثل الجنة التي وعد المتقون ، قال الليث: مثلها هو الخبر عنها. وقال أبو إسحاق: معناه صفة الجنة. ورد ذلك أبو علي قال: لأن المثل الصفة غير معروف في كلام العرب، إنما معناه التمثيل. قال عمر بن أبي خليفة: سمعت مقاتلا صاحب التفسير يسأل أبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل:
مثل الجنة
ما مثلها؟ فقال:
Bog aan la aqoon