كذلك جدي ما أصاحب صاحبًا ... من الناس إلا خانني وتغيرا
وكنا أناسًا قبل غزوة قرمل ... ورثنا الغنى والمجد أكبر أكبرا
وما جبنت خيلي ولكن تذكرت ... مرابطها في بربعيص وميسرا
ألا رب يوم صالح قد شهدته ... بتادف ذات التل من فوق طرطرا
ولا مثل يوم في قداران ظلته ... كأني وأصحابي على قرن أعفرا
ونشرب حتى نحسب الخيل حولنا ... نقادًا وحتى نحسب الجون أشقرا
- ٥ - قال أيضًا:
أعني على برق أراه وميض ... يضيء حبيًا في شماريخ بيض
ويهدأ تارات سناه وتارة ... ينوء كتعتاب الكسير المهيض
وتخرج منه لامعات كأنها ... أكف تلقى الفوز عند المفيض
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين تلاع يثلث فالعريض
أصاب قطاتين فسال لواهما ... فوادي البدي فانتحى للأريض
بلاد عريضة وأرض أريضة ... مدافع غيث في فضاء عريض
فأضحى يسح الماء عن كل فيقة ... يحوز الضباب في صفاصف بيض
فأسقى به أختي ضعيقة إذ نأت ... وإذ بعد المزار غير القريض
ومرقبة كالزج أشرفت فوقها ... أقلب طرفي في فضاء عريض
فظلت وظل الجون عندي بلبده ... كأني أعدي عن جناح مهيض
فلما أجن الشمس عني غيارها ... نزلت إليه قائمًا بالحضيض
يباري شباة الرمح خد مذلق ... كصفح السنان الصلبي النحيض
أخفضه بالنقر لما علوته ... ويرفع عزفًا غير جاف غضيض
وقد أعتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد عبل اليدين قبيض
له قصريا عير وساقا نعامة ... كفحل الهجان ينتجى للعضيض
يجم على الساقين بعد كلاله ... جموم عيون الحسى بعد المخيض
ذعرت بها سربًا نقيًا جلودها ... كما ذعر السرحان جنب الربيض
ووالى ثلاثًا واثنتين وأربعًا ... وغادر أخرى في قناة الرفيض
فآب إيابًا غير نكد مواكل ... وأخلف ماء بعد ماء فضيض
وسن كسنيق سناء وسنما ... ذعرت بمدلاج الهجير نهوض
أرى المرء ذا الأذواد يصبح محرضا ... كإحراض بكر في الديار مريض
كأن الفتى لم يغن في الناس ساعة ... إذا اختلف اللحيان عند الجريض
- ٦ - وقال أيضًا:
غشيت ديار الحي بالبكرات ... فعارمة فبرقة العيرات
فغول فحليت فنفى فمنعج ... إلى عاقل فالجب ذي الأمرات
ظللت ردائي فوق رأسي قاعدًا ... أعد الحصى ما تنقضي عبراتي
أعني على التهمام والذكرات ... يبتن على ذي الهم معتكرات
بليل التمام أو وصلن بمثله ... مقايسة أيامها نكرات
كأني وردفي والقراب ونمرقي ... على ظهر عير وارد الخبرات
أرن على عقب حيال طروقة ... كذود الأجير الأربع الأشرات
عنيف بتجميع الضرائر فاحش ... شتيم كدلق الزج ذي ذمرات
ويأكلن بهمى جعدة حبشية ... ويشربن برد الماء في السبرات
فأوردها ماء قليلًا أنيسه ... يحاذرن عمرًا صاحب القترات
تلت الحصى لتًا بسمر رزينة ... موازن لا كزم ولا معرات
ويرخين أذنابًا كأن فروعها ... عرا خلل مشهورة ضفرات
وعنس كألواح الإران فسألتها ... على لاحب كالبرد ذي الخبرات
فغادرتها من بعد بدن ردية ... تغالى على عوج لها عود لها كدنات
وأبيض كالمخراق بليت حده ... وهبته في الساق والقصرات
- ٧ - وقال أيضًا يمدح غوير بن شجنة بن عطارد من بني تميم، وبني عوف رهطه:
ألا إن قومًا كنتم أمس دونهم ... هم منعوا جاراتكم آل غدران
عوير ومن مثل العوير ورهطه ... وأسعد في ليل البلايل صفوان
ثياب بني عوف طهارى نقية ... وأوجههم عند المشاهد غران
هم أبلغوا الحي المضلل أهلهم ... وساروا بهم بين العراق ونجوان
فقد أصبحوا والله أصفاهم به ... أبر بميثاق وأوفى بجيران
- ٨ - وقال أيضًا:
لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبور في عصيب بمان
ديار لهند والرباب وفرتني ... ليالينا بالنعف من بدلان
ليالي يدعوني الهوى فأجيبه ... وأعين من أهوى إلي رواني
1 / 16