وعمارة بن عقيل: أن يوم العداب، وهو يوم الصعاب، وهو يوم أغارت فيه بنو عبد مناة بن اد بن طابخة، على عجل وحنيفة بالأراكة من أرض جو اليمامة. وقتل منهم كريز بن سواده العجلي قتله مالك بن خياط العكلي ثم الأقيشي. وسبيت حسينة بنت جابر بنت بجير بن شريط العجلي أخت أبجر بن جابر، وكانت تحت تمام سوادة معرسًا بها، فسباها عمرو بن الحارث بن أقيش العكلي، فلبث عنده، ثم أن تمامًا زوجها وأباه سوادة، أتياها ليفاديانها، فاختارت عمرو بن الحارث، وقالت في ذلك حسنية تعير تمامًا زوجها:
تمَّام قد أسلمتني لرماحهم ... وخرجت تركض في عجاج القسْطل
وتلومني أن لا أكرَّ عليكم ... هيهات ذلك منكم لا أفعل
إني وجدتكم تكون نساؤكم ... يوم اللقاء لمن أتاكم أول
ثم أن أخاها أبجر بن جابر أتاها بعدها ردت تمامًا وأباه، فلامها على اختيارها على قومها، فرضيت بالرجوع مع أخيها، ففادها بمائة من الإبل وخمسة أفراس. وسار معها عمرو بن الحارث حتى زوجها أرض بني تميم، وقال في ذلك عمر بن الحارث العكلي:
وخَيرنا حُسَيْنة إذْ أتاها ... سوادةُ ضارعًا مَعَهُ الفِداء
فقالت: إن رجعتُ إلى لجيْم ... مخايرةً، فقد ذهب الحياءُ