ألا حيا العبقري اللوذعي الفهامة، دعاه والده مارون، أما هو فقد سمى ابنه محمدا، فأقام من نفسه ومن ابنه نقيضين حيين، تجسمت فيهما روح المناوأة الفارغة والتعصب اللاديني اللاشعبي، لكنه - على ما نرى - قد صدق في واحدة، وذلك أنه صورة طبق الأصل لجده الأفاق فولتير، الذي قد طالما جاهر بابتعاده عن المناضلات الدينية والتعصب الملي، وأعلن لادينيته المطلقة وترفعه عن الخرافات الدينية، يتركها للصبيان والنساء من ذوي العقول الضعيفة على أنه رغم كل هذا، (آه من المنطق وصدق العقيدة) قضى حياته كلها، ومات وفي قلبه حرقة لهابة كانت شغله الشاغل حتى آخر نسمة تنهدت بها لواعج صدره، وهي القضية الدينية وحقيقة الدين ورجال الدين.
بيد أن فولتير لم يغامر في ميدان التعصب الطائفي بل حصر جهوده في محاربة العدو الوحيد لكل الكفرة والمتمرغين في أوحال الرذيلة: الناصري، فمات وهو يصرخ بانتصار خصمه الجبار: الناصري، أما صاحبنا فلمن يعقد إكليل النصر: ألمارون أم لابنه محمد؟
ل. خليل
مناجذ
ورثت جنينة عرفت من تاريخها أنها بعد المسيح.
دب الخرف في أشجارها فتقلصت الجذوع وتفسخت الجلود.
من لجنينتي الشائخة، فغصونها مضروبة بالقروح، وفي ورقها ثآليل، وثمارها كشاعر عوص.
كانت ملهى يزم فيه النحل، ويزغرد الحسون، وترقص الفراشة الصامتة ولا تطلب رأسا في طبق.
ما دهى جنينتي فصارت بعد أجيال قرية للزنابير ، ومدينة للعقارب «وأولاد الأفاعي» وعاصمة للغربان الصعاليك.
عالجتها بالحرث والتسميد فلم تنتج إلا كعابير.
Bog aan la aqoon