سألت الشيخ عبد ربه التائه: متى يصلح حال البلد؟
فأجاب: عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة ...
ساعي البريد
في تلك الليلة من ليالي الكهف اشتدت الريح وانهل المطر، ولعبت دفقات الهواء المتسللة من المدخل بذؤابات الشمع، فخفقت القلوب بعنف، ومدوا الأبصار إلى المدخل وانتظروا، فازداد خفقان القلوب.
وهمس أحدهم: يقولون إن ليلة هذا العام مباركة.
وتطلعت القلوب إلى المدخل بكل ما تملك من قوة.
وترامى إليهم صفير فهبوا واقفين، وعند ذاك دخل ساعي البريد بزيه المألوف وحقيبته، يكاد يغرق في الماء الذي تشربته ثيابه.
وبهدوء أعطى كل يد ممدودة رسالة، وذهب دون أن ينبس. وفضوا الظروف ونظروا في الرسائل على ضوء الشموع.
وجدوها بيضاء لا شيء فيها.
وهتف عبد ربه: العقبى للصابرين.
Bog aan la aqoon