في يوم السوق بحارتنا، اخترقت الجموع امرأة عارية تتهادي، تسير في ترفع، وتذيب مفاتنها الصخور.
كف الناس عن البيع والشراء ووقفوا ينظرون بأعين ذاهلة. كذلك مضت حتى غيبها المنعطف الأخير، وأفاق الناس من ذهولهم فركبتهم حال جنون، واندفعوا نحو المنعطف. فتشوا في كل مكان، ولكنهم لم يعثروا لها على أثر.
كلما خطرت ذكراها على القلوب أكلتها الحسرة ...
الندم
حملت إلي أمواج الحياة المتضاربة امرأة ، ما إن رأيتها حتى جاش الصدر بذكريات الصبا. ولما ذابت حيرة اللقاء في حرارة الذكريات سألتها: هل تتذكرين؟
فابتسمت ابتسامة خفيفة تغني عن الجواب.
فقلت متهورا: التذكر يجب أن يسبق الندم.
فسألتني: كيف تجده؟
فقلت بحرارة: ذو ألم كالحنين ...
فضحكت ضحكة خافتة، ثم همست: هو كذلك، والله غفور رحيم!
Bog aan la aqoon