الكلب والأسود (الأفعى)
حدثني بعض أصدقائي قال: خرجت ليلة وأنا سكران، فقصدت بعض البساتين لأمر من الأمور ومعي كلبان لي كنت ربيتهما، ومعي عصا، فحملتني عيني، فإذا الكلبان ينبحان ويصيحان، فانتبهت بصياحهما فلم أر شيئا أنكره، فضربتهما وطردتهما ونمت، ثم عاودا الصياح والنباح فأنبهاني، فوثبت وطردتهما، فما حسست إلا وقد سقطا علي يحركاني بأيديهما وأرجلهما كما يحرك اليقظان النائم لأمر هائل، فوثبت فإذا بأسود سالخ قد قرب مني فوثبت إليه وقتلته، ثم انصرفت إلى منزلي؛ فكان الكلبان - بعد الله عز وجل - سبب خلاصي.
قتيل أمانته
وحدثني صديق لي أنه كان له صديق ماتت امرأته وخلفت صبيا، وكان له كلب قد رباه، فترك يوما ولده في الدار مع الكلب، وخرج لبعض الحوائج، وعاد بعد ساعة، فرأى الكلب في الدهليز وهو ملوث بالدم ووجهه وبوزه كله، فقدر الرجل أنه قد قتل ابنه وأكله، فحمل إلى الكلب فقتله قبل أن يدخل الدار، ثم دخل الدار فوجد الصبي نائما في مهده وإلى جانبه بقية من أفعى قد قتله الكلب وأكل بعضه، فندم الرجل على قتله أشد ندامة ودفن الكلب.
الكلب شاكر المعروف
أخبر أبو العلاء بن يوسف القاضي، قال: حدثني شيخ كان مسنا صدوقا أنه حج سنة من السنين، (قال): برزنا أحمالنا إلى الياسرية، وجلسنا على قداح نتغدى، وكلب رابض حذاءنا، فرمينا إليه من بعض ما نأكل، ثم إنا ارتحلنا ونزلنا بنهر الملك، فلما قدمنا السفرة إذا الكلب بعينه رابض كاليوم الأول، فقلت للغلمان: قد تبعنا هذا الكلب ، وقد وجب حقه علينا، فتعاهدوه. فنفض الغلمان السفرة بين يديه فأكل، ولم يزل تابعا لنا من منزل إلى منزل على تلك الحال، لا يقدر أحد أن يقترب من جمالنا ولا محاملنا إلا صاح ونفح، فكنا قد أمنا من سلال وغيره إلى مكة، وعزمنا على الخروج في عمل إلى اليمن فكان معنا إلى أرض قباء، ورجعنا إلى مدينة السلام وهو معنا.
الكلب الساعي
حدث أبو عبد الله قال: حدثني أبو الحسن محمد بن الحسين بن شداد قال: قصدت دير مخارق إلى عبد الله بن الطبري النصراني، الذي كان يتقلد النزل للمعتضد بالله، فسألته إحضاري وكيلا له يقال له إبراهيم بن داران، وطالبته بإحضار الأدلاء لمساحة قرية تعرف بباصري السفلى، فقال لي: يا سيدي، قد وجهت في ذلك. فقلت له: أنا على الطريق جالس، وما اجتاز بي أحد. فقال لي: أما رأيت الكلب الذي كان بين أيدينا؟ قد وجهت به. فغلظ ذلك علي من قوله، وأمرت به، ونلته بما أنا أستغفر الله - جل وعز - منه. فقال: إن لم يحضر القوم الساعة فإن دمي في حل. فما مكث بعد هذا القول إلا ساعة حتى وافى القوم مقبلين والكلب معهم، فسألته كيف يحمله الرسالة، فقال: أشد في عنقه رقعة بما أحتاج إليه وأطرحه على المحجة، فيقصد القوم وقد عرفوا الخبر، فيقرأون الرقعة فيمتثلون ما فيها.
الكلب النبيه
أخبر بعض الفيوج
Bog aan la aqoon