Halyeeyada Giriigga iyo Roomaanka
الأساطير اليونانية والرومانية
Noocyada
سرعان ما وصلت الأرجو إلى منطقة يقيم بها عراف اسمه فينيوس، اتصف بمنتهى القسوة على أهل بيته هو نفسه، فعاقبته الآلهة بالعمى، ونقلته إلى أرض يسكنها وحشان من جنس يطلق عليه اسم الهاربيات، أجسامهن ورءوسهن لنساء وأقدامهن وأجنحتهن لطيور جارحة. واسم هذين الوحشين «ذات الأقدام العاصفة» و«السريعة الأجنحة». كانت هاتان الهاربيتان تنتظران؛ حتى تضع أيد غير مرئية وجبة الطعام أمام فينيوس، فتخطفان خير جزء منها وتلتهمانه. وهكذا كان فينيوس يعيش في جوع دائم. وعد فينيوس هذا أبطال الأرجو بأن يزودهم بالنصائح الغالية اللازمة لرحلتهم، والتي تجنبهم كثيرا من المشاق والأخطار إن هم خلصوه من هاتين الهاربيتين الضاريتين.
كان زيتيس وكالايس ابني بورياس (الريح الشمالية)، ويستطيعان الحركة في سرعة الريح؛ إذ كانت لهما أجنحة الرياح. فوعداه بمساعدتهما إن هو أقسم لهما بأن يعامل أهله برفق طول حياته. فأقسم لهما بأغلظ الأيمان. وعلى ذلك، فعندما جاءت الهاربيتان هاجماها من الجو، وبعد معركة طويلة طرداهما، ولكي يجازيهما فينيوس على هذا الصنيع أخبر الأبطال بأنهم سرعان ما سيصلون إلى صخرتين خطرتين يطلق عليهما اسم سومبليجاديس أو الجزيرتين المتصادمتين، وأخبرهم بكيفية المرور بينهما، كما زودهما بنصائح قيمة أخرى.
وبعد نصف يوم وصل الأبطال إلى الصخرتين اللتين حذرهم فينيوس منهما. وكانتا بحق عجيبتين وخطرتين، فلم تكونا مثبتتين إلى قاع البحر، وإنما كانتا دائمتي التحرك والاصطدام إحداهما بالأخرى. ولا يعرف أي إنسان متى سيحدث التقاؤهما المخيف، ولكن جاسون عمل بنصيحة فينيوس، فأطلق حمامة عندما بدأت الصخرتان تقتربان، فاستطاعت الحمامة أن تمرق من بينهما في نفس اللحظة التي اصطدمتا فيها. وعندما افترقت الصخرتان بسرعة، أسرع الأبطال بالتحذيف، فانطلقت الأرجو في سرعة الحمامة، ومرقت من بين الصخرتين بسلام. ولما نظر الأبطال خلفهم رأوا الصخرتين ثابتتين لا تتحركان. وما عادتا طافيتين على سطح المحيط، إذ كانت هناك نبوءة تقول بأنه إذا مرت أية سفينة بسلام من بين هاتين الصخرتين التصقت الصخرتان في قاع البحر.
الفوز بالجزة الذهبية
وصلت الأرجو إلى كولخيس بعد ذلك بوقت غير طويل. فألقى مراسي السفينة، ونزل إلى البر وسط الجموع المدهوشة فوق الشاطئ، الذين لم يسبق لهم أن شاهدوا سفينة بمثل هذا الحجم الضخم. فطلب من الأهلين أن يذهبوا به إلى الملك أييتيس، الذي رحب به، وأمره بأن يوضح له الغرض من مجيئه إلى أرض كولخيس.
فقال جاسون في صراحة تامة: «جئت من أجل الجزة الذهبية؛ إذ بدونها لن أكون ملكا على بلدي.» وشرح للملك كيف أن بيلياس اشترط عليه ألا يسلمه المملكة إلا إذا جاءه بالجزة الذهبية.
كان أييتيس داهية، ولم يشأ أن يجر على شعبه هجوم أبطال الأرجو، إذا ما صرح برفضه تسليم ما جاء جاسون يطلبه. ولم يعتزم بحال ما أن يعطيه تلك الجزة الذهبية، ورد على جاسون بقوله: «لا تحسبن، أيها الشاب، أن الجزة الذهبية تعطى لأي فرد بمجرد أن يطلبها. ولا شك في أنك تعلم يقينا أن تذكار الآلهة هذا محفوف بكثير من الأخطار. إذن فأصغ إلى الشروط التي يمكنك بها أن تفوز بالجزة الذهبية، غدا يجب أن تأخذ الثورين اللذين يحتفظ بهما مارس في معبده، فتربطهما إلى المحراث، وتزرع أنياب التنين.»
وافق جاسون على تنفيذ هذين الأمرين، وهو يعلم في قرارة نفسه أنه من المحتمل أن يصحبهما خطر قاتل، وبينما هو ساهر في تلك الليلة فوق ظهر الأرجو؛ إذ انتابه السهاد، فلم تذق عيناه طعم النوم. ظهرت أمامه فجأة فتاة نحيلة الجسم تضع على وجهها خمارا أسود، فظنها الربة مينيرفا أو غيرها من الربات ساكنات أوليمبوس تقف أمامه، ولكن سرعان ما طمأنه صوت رقيق.
قالت الفتاة المقنعة: «أنا ميديا ابنة الملك أييتيس، رأيت اليوم، وكلي إشفاق عليك، كيف أن والدي قد جرك بمكر إلى شرك قاتل، فلن تستطيع أبدا، بغير مساعدة، أن تسيطر على الثورين، ولا أن تزرع أنياب التنين. ومع ذلك فسأعاونك إن قبلت مساعدتي.»
فصاح جاسون متلهفا يقول: «ساعديني، ثم اهربي معي إلى مملكتي، حيث تصبحين ملكتي.»
Bog aan la aqoon